سقوط الطوطم والتابو

كتب : محمد الأمين
الطوطم رمز القبيلة أو الصنم الذي يمثل القبيلة عند العرب والتابو هو المحرم والمحظور على المجتمعات القديمة ، واستخدمتهما هنا لتقريب الصورة وذلك بربطها بالميثيلوجيا الشعبية.
أسعدني جدًا خبر سقوط نظام بشار الأسد السوري وهروب الدكتاتور إلى جهة غير معلومة (حتى الآن) وأسعدتني فرحة الشعب السوري العفوية المختلطة بالدموع، وقد كانت فرحتي لأسباب كثيرة ذاتية موضوعية، ولكن أهمها أن الذي حدث في سوريا اثبت لنا أن الثورات الشعبية لا تموت ابدًا مهما حدث من حروب ودمار ونزوح وتشريد ، فالذي حدث في سوريا يفوق حد التصور من استخدام كل الاساليب العنيفة واستخدام سياسة الأرض المحروقة برمي البراميل المتفجرة على رؤوس المواطنين لوأد الثورة السورية
… وأسعدني أكثر الشعارات المعلنة بعد نجاح الثورة في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإنهاء نظام الفساد والاستبداد الذي اذاق الشعب السوري الأمرين ، بالرغم من التحديات التي قد تواجه قيادات الثورة السورية بعد سقوط النظام البعثي الذي حكم بالحديد والنار لمدة ٥٤ عامًا.
واصدقكم القول أنني قد طبقت عملية إسقاط على الوضع الأليم الذي يعيشه الشعب السوداني الآن . وانسداد الافق الذي نعيشه ومؤشرات التحديات التي تجابه الثورة السودانية المجيدة بعد قيام هذه الحرب العبثية اللعينة وتوجيه شعارات الحرب المعلنة نحو وأد الثورة السودانية المجيدة.
إذن فقد احيا انتصار الثورة السورية الأمل في داخلنا واضاء لنا النور في نهاية النفق الذي نعيشه الآن وربما أحبط عناصر الثورة المضادة الذين لايزالون يعتقدون أن ثورة ديسمبر المجيدة قد ماتت في نفوس الثوار ولكن سيخيب فألهم لأن الثورات لا تموت مادام هناك إرادة شعبية سودانية بقيادة مدنية وشبابية تنظر إلى المستقبل من خلال أهداف الثورة وذلك بالحفاظ على وحدة الوطن وارساء قواعد دولة العدالة واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي وإقامة دولة المواطنة التي تسع الجميع وما ذلك بإرادة الله والشعب ببعيد.