يوسف محمد الحسن يكتب : لو فينا أمل فاضل.. إنه صلاح الدين الفاضل يا وزير الإعلام!!

القوس اونلاين
تحت السيطرة
في حقبة التسعينات لم يكن البث الفضائي واسع الإنتشار مثل الآن ولم تكن الشاشة البلورية واصلة لكثير من المناطق لكن الإذاعة السودانية إستطاعت ان تملأ الفراغ دون ان تشعر أحد بأن (هنا ام درمان) هي صوت لا صورة، لأنها اتقنت فن الرؤية عبر الأذن بفضل برامجها المدهشة التي تخطت حدود الإبداع، كيف لا وقد جلس علي إدارتها الإذاعي والاكاديمي المبدع الدكتور صلاح الدين الفاضل الرجل الذي يقدم في الصباح المحاضرة العلمية الرفيعة للطلاب بجامعة الخرطوم، وفي المساء ينتظره اهلنا البسطاء في الريف والحضر بلهفة وشوق لمتابعة الاعمال الدرامية الراقية التي يخرجها بعبقرية فذه قدمت الفائدة والمتعة والتشويق في قالب يتناسب مع مختلف الاذواق، حتى تصور الجمهور أن جهاز (الراديو) الصغير لا يقدم الصوت فقط من شدة الإمتاع والإشباع التي عاشوها بكل الحواس.
يقولون إن كل إنسان يحمل من إسمه نصيب وهذا ما ينطبق على صلاح الدين الفاضل الذي يشهد له العمال وصغار الموظفين قبل الكبار فقد كان مصلحا وفاضلا في فترة إدارته النضيرة للإذاعة السودانية التي حولها من محطة صوت إلى اثير يبث الجمال على كل ربوع السودان، وهو من جعل (المذياع) صديق لكل إنسان واقرب من أي عزيز آخر.
والدكتور صلاح الدين الفاضل هو الامدرماني المتفتح الآفاق لدرجة أنه إستطاع أن يقدم لاهلنا في البوادي ما يحتاجونه بلغتهم وثقافتهم حتى حسبوه منهم فأي ابداع أكثر من ذلك تفرد به مخرج المسلسلات الإذاعية الاشهر في التاريخ.
ولأن الدكتور الفاضل لم يتعود على الظهور إلا وهو يقدم علمه وابداعه للناس ولا يقعده إلا (الشديد القوي) فقد غاب طيلة الفترة الماضية بسبب المرض اللعين الذي أصاب كليتية وجعله يواجه غسيل الكلى بصبر وعزيمة لا تلين لمدة ثلاث سنوات وهو الآن بالقاهرة يصارع المرض، وبإذن الله ودعوات المحبين سينتصر و يعود أقوى لمواصلة رحلة الإبداع التي اعتاد عليها.
عفوا فأنا أقل قامة من الكتابة عن الإنسان الفخيم الدكتور الاكاديمي ومدير الإذاعة الاشهر و مخرج الروائع ولكن هذه محاولة بسيطة بقصد ان يسود التقدير والوفاء لمن اجزل العطاء علما واخلاقا، وكلنا يعلم طبيعة المهنة التي لا يرث صاحبها إلا حب الناس و قد اكتفى صلاح بالرصيد الضخم من المحبة وحسن السيرة ،و هذا ما جعله سعيدا وفخورا بما حققه، لكنه هذا ليس كافيا وهو يخوض معركه شرسة في مواجهة المرض وعلينا أن ندرك ذلك قبل فوات الوان.
يستحق أن تقف الدولة على أعلى مستوياتها مع هذا الرمز الكبير، لتوفيه و لو قليلا من حقه الكثير، اقول ذلك و يملأني تفاؤل شديد لان الاخ خالد الاعيسر وزير الإعلام هو من صلب الوسط الابداعي ويعرف قيمة الرموز امثال الدكتور صلاح الدين الفاضل ولن يتأخر في القيام بالواجب المقدس تجاه عراب (هنا ام درمان) و أحد صناع مجدها الأبرار.
لو فينا أمل فاضل إنه صلاح الدين الفاضل وكفى۔ يا سيدي وزير الإعلام مع تحياتي وثقتي الوافرة