محمد عثمان الأمين يكتب : الحلم تصنعه الشعوب

القوس اونلاين
فالتصنعوا الإنسان قبل الحلم…
ولتصنعوا الأيدي التي تحمي السيوف….
ولتصنعوا زمنا نقيا تغرس الكلمات فيه دون خوف….
مأساتنا ليست سيوفا خادعتنا وانحنت…..
مأساتنا ليست زمانا بيعت الكلمات فيه…
مأساتنا الإنسان…
مأساتنا الإنسان….
مأساتنا الإنسان….
فاروق جويدة.
نعم مأساتنا في هذه البلاد التي تشرق فيها شمس كل يوم علي فجيعة جديدة ….مأساتنا الحقيقية فيها هو الإنسان الذي يصنع لنفسه نقيض الحياة وهو الموت.. وذلك عن طريق ازكاء نار الحرب بالكلمات .
الكلمات التي تتشكل في صندوق الدماغ فتنتج افكارا هدامة تقود إلى مزيد من الدمار والخراب ومزيدا من الصراع بين مكونات الوطن لتنحدر وحدتنا إلى درك سحيق وتصعد إلى السطح عوامل الفرقة والشتات.
نعم ماساتنا إنسان السودان الذي يساق بتلك الكلمات المبهمة والعبارات الرنانة من أشخاص نكرات و بوهيميين يسعون إلى تنفيذ أجندة تعبر عن ايدلوجيا وهمية منكفئة على نفسها لا ترى في الحياة الدنيا إلا لعب ولهو ، أشخاص يبثون سمومهم في الفضاء الاسفيري و يسوقون الناس إلى حتفهم لأنهم لا يقدرون قيمة الحياة ولا قيمة الوطن الواحد المتماسك الاطراف .
اولائك هم أعداء الوطن الحقيقين بالرغم مما يظهرونه من وطنية مزيفة ومصنوعة لا تصمد أمام مقاييس الوطنية الحقيقية التي تتأسس على مقاصد كلية اهمها على الاطلاق السودان الواحد الموحد في اطار من التنوع تنصهر فيه كل المكونات في بوتقة واحدة تعبر عن تاريخ وحضارة الامة السودانية.
معركتنا الحقيقية ليست ميادين القتال، معركتنا الحقيقية هي تطهير العقول من اللوثات التي لحقت بها خلال هذه الحرب اللعينة ومحاربة الأفكار الهدامة التي حقنت بها شرايين تلك العقول عن طريق الآلة الإعلامية المنصوبة كالشراك في وسائل التواصل الاجتماعي، فالحرب قد بدأت بين مكونات الجيش ولكنها انحدرت الان إلى صراع بين مكونات الوطن الاجتماعية.
تلك هي معركة القوى المدنية وهي إعادة العقول إلى رشدها وايقاظها من حالة الغيبوبة التي تعيشها وتوجيهها إلى صراط الوطن المستقيم، معركتنا الحقيقية هي محاربة الأكاذيب والترهات التي تضج بها الميديا لصناعة طوطم مزيف في عالم من الخرافة والدجل وتغبيش الوعي واستلاب الذات السودانية المعروفة بقيمها التاريخية والحضارية من أجل ترسيخ قيم فاسدة رفضها الشعب السوداني بثورته المجيدة التي لن تموت في القلوب طالما ظلت تنبض بالحياة.