محمد عثمان الأمين يكتب : ابكي يا وطني العزيز

قامت مليشيات تابعة للجيش السوداني بارتكاب جرائم يندي لها الجبين في ولاية الجزيرة وفي مدينة ود مدني عاصمة الولاية تحديدا ….وشملت تلك الجرائم :-
اولا القتل خارج اطار القانون بأشكال بشعة لم تحدث من قبل في تاريخ الحروب الأهلية في السودان وكانت بسبب التهم الجزافية الموجهة للضحايا وهي التعاون مع الدعم السريع .
ثانيا تصفيات عرقية وابادات جماعية لسكان الكنابي في ولاية الجزيرة وذلك بقتلهم وحرق جثثهم وحرق منازلهم البائسة.
ثالثا اختطاف بعض النساء من كمبو طيبة بأم القري
رابعا الإهانة المفرطة ضد بعض المدنيين وذلك بالضرب والركل وامتطاءهم كالحمير و وتوجيه السباب المذلة لهم.
خامسا التهديد والوعيد لكل سكان قري ومدن الجزيرة التي مازالت تحت سيطرة الدعم بتلقي نفس المصير .
وبالرغم من ان البعض كان يتوقع رد فعل من الجيش والمليشيات التابعة له ضد المتعاونين مع قوات الدعم السريع إلا أن الذي حدث كان يفوق حد التصور . فطريقة الحملة الانتقامية ضد مواطني الجزيرة ومدينة ود مدني كانت تبدو كأنها ثأر ضدهم لارتكابهم جرم اكبر مما فعلته قوات الدعم السريع نفسها..
والمؤسف ان تلك الانتهاكات كانت ترتكب ضد بعض المواطنين الذين اجبرتهم ظروف موضوعية وأخرى قاهرة للبقاء في مناطق سيطرة الدعم السريع وذلك اما بسبب عجزهم عن المغادرة او لأسباب مادية وعدم توفر أموال للخروج او بسبب المرض او البقاء مع بعض كبار السن لرعايتهم …. الا ان كل تلك الاسباب لم تكن كافية لتبرئة هولاء المساكين امام من عاقبهم بالقتل والتنكيل دون حتى التحقيق معهم او الاستماع إلى دفوعاتهم او حتى اعطاؤهم فرصة للكلام.
ولكن المخيف والمفجع حقا هو طريقة الانتقام البشعة التي كانت تستخدم للقضاء علي هولاء المدنيين من ذبح كالشياه ورمي شاب من الكبري وإطلاق النار عليه وهو في الهواء إضافة إلى حرق الجثث في الكنابي.
منذ انسحاب الجيش من الفرقة الاولى في مدينة ود مدني ظل إنسان مدني والجزيرة يعاني الأمرين بسبب الحمل الثقيل الذي كان يجثم علي صدره بسبب وجود المليشيا في البيوت والاحياء والشوارع والازقة وانتشارهم المهول وتعديهم علي العزل بسرقتهم ونهبهم بكل الوسائل والاساليب القذرة وكان كل من بقي في المدينة يشعر بالحسرة والألم والغضب لانسحاب الجيش وتركهم فريسة للمليشيا ولكن الألم الأكبر أصبح الآن بسبب عودة نفس الجيش للانتقام منهم شر انتقام بسبب بقائهم والتعايش مع الدعم السريع !!! وكأن الله قد غضب عليهم فأرسل عليهم الاشرار من كل الاتجاهات ليعاقبوهم فقط لأنهم مدنيين وعزل ولا يجدون حتى من يدافع عنهم او يحفظ حقوقهم او على الاقل يستمع اليهم فيا للبؤس ويا للشقاء.
منذ بداية الحرب كان رأينا هو ضرورة إيقافها بأسرع مما يمكن وتلافي انتشارها كالنار فوق الهشيم لأنها ستصل إلى مرحلة تخرج فيها عن حدود السيطرة وتذهب في اتجاهات الحرب الأهلية الشاملة والقتل علي اساس الهوية وها نحن الآن نصل إلى المرحلة الأسوأ الابشع والأكثر جنونا دون حتى ان يكون هناك ضوءا في نهاية هذا النفق المظلم الكالح السواد.