د/بهاءالدين ماهر يكتب : الانتصار الحقيقي..

القوس اونلاين
في خضم حياتنا اليومية ، كثيراً ما نواجه مواقف تتطلب منا الاختيار بين الفوز في جدال أو تحقيق انتصار على الآخرين وبين الحفاظ على علاقاتنا ومشاعر من نحب ؛ فقد يبدو الانتصار في بعض الأحيان ضرورة ، لكن الحقيقة الأعمق هي أنَّ العلاقات الإنسانية لا تُقاس بعدد الانتصارات بل بمدى احترامنا وتقديرنا لمشاعر الآخرين.
فعندما نحاول الانتصار في جدال أو فرض رأينا على شخص ما ، قد نشعر بلحظة من الفخر الذاتي ، ولكن السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا: ما هو الثمن ؟ ؛ في كثير من الأحيان قد نؤذي مشاعر الشخص الآخر أو نخلق فجوة بيننا وبينه ، قد تكون هذه الجروح العاطفية أعمق وأدوم من أي انتصار مؤقت ، قد نربح الموقف ، لكننا نخسر العلاقة أو الثقة.
لذا يجب علينا أن نعي جيداً أنَّ العلاقات التي نبنيها مع الآخرين تتطلب منا فهماً عميقاً وحساسية تجاه مشاعرهم ، وعندما نتعلم أن الفوز ليس دائماً هو الهدف الأسمى ، نفهم أنَّ القيمة الحقيقية في العلاقات تكمن في الاحترام المتبادل دون جرح مشاعر الآخرين هو انتصار حقيقي ؛ ويعكس النضج العاطفي والقدرة على التفهم..
والعلاقات الصحية تستند إلى الاحترام واللطف ، فالقوة لا تكمن في فرض الرأي أو السيطرة على الآخر ، بل في الرفق والتعامل بلطف مع الآخرين ، حتى في المواقف التي قد نختلف فيها ، أن نكون قادرين على الحفاظ على مشاعر الآخرين وتعاطفنا معهم هو ما يجعل العلاقات بين الناس أقوى وأطول ، والعلاقات الإنسانية تزدهر عندما نضع مشاعر الآخرين فوق رغباتنا الشخصية..
وفي النهاية ، الانتصار الذي يُبنى على مشاعر الجرح والخسارة لن يُذكر بإيجابية ، لكن الانتصار الذي يقوم على الحب والاحترام سيظل في ذاكرة الجميع كعلامة على العطاء والنضج.