محمد الأمين يكتب : إنها قطرة من السم الذي حقنتم به شرايين التاريخ

القوس اونلاين

ازدادت وتيرة العنف والقتل خارج اطار القانون وتأكد لنا احتفاء الناس من الجمهور المحتشد في ساحات الإعدام ( *الكيري* ) بقتل المدنيين في الميادين العامة وذلك بالصياح والتلذذ بتلك المشاهد المخزية..

مما يثبت أن الحرب لم تغيرنا فقط للأسوأ ولكنها نزعت عن قلوبنا الرحمة وعن عقولنا التفكير المنطقي السليم وعن نفوسنا ضوابط التحضر و التمدن وعن ضميرنا الاحساس بآلام الآخرين ..

وأصبح قانون الغاب يسيطر على الأنا المتمردة و الغير منضبطة في ذواتنا ….. ولكن المتابع لترهات تاريخنا القريب سيلاحظ أن هذه المشاهد ليست غريبة علينا وأن الذي يحدث الان هو محض تكرار لاحداث سابقة كانت تحدث داخل الوطن ولكنها كانت بعيدا عنا وأن من كانوا يقومون بها نجحوا في حقن شرايين تاريخنا بجرثومة عنف عضال يكمن داخل كل نفس بشرية غير سوية..

والأسئلة المطروحة الآن كيف يمكن أن نتصالح مع ما حدث و يحدث؟ وكيف نعيد بناء انسانيتنا من جديد ؟ وكيف نفرغ هذا الأحداث من ذاكرة أطفالنا؟ وكيف وكيف واين ومتي؟

لطالما ظللنا نصرخ بأن هذه الحرب ستدمر الوطن وتدمر إنسان الوطن وستعيدنا القهقري إلى مراحل البدائية المتوحشة وندفع ثمنها غاليا من لحمنا الحي وسنفقد اشياءا عزيزة وغالية لن نستطيع تعويضها ابدا لأن تعويضها لن يكون بالاموال والثروات وإنما بإعادة البناء النفسي الكثيف واستعادة المفقود من حضارتنا الانسانية وارثنا الذي اندثر وذاب في تلافيف الحروب الاهليةاللعينة..

ولكن لا حياة لمن تنادي.