أ/ عثمان العاقب يكتب : قوتنا في وحدتنا

القوس اونلاين
في كل مرة يفتح التاريخ صفحاته، نجد ذات المشاهد تتكرر بوجوه مختلفة،ومسميات متنوعة، وحركات مسلحة، وذات المآسي تتجدد بأسماء جديدة ومواقف متناقضة.
تُباع الحروب في سوق المصالح، وتُشترى بدماء الأبرياء، حيث يجلس سماسرة الحروب في أماكنهم الآمنة مع أسرهم يقررون أطالة أمد الحرب؛ بينما الوطن ينزف والمواطن المسكين يقتل ويسلب وينتهك عرضه ويفقد كل شئ ويتحول قسرا لنازح او لاجئ ، يخرج علينا من يبررون استمرار هذا النزيف، بحجة السودان الجديد ، بحجة التحرير، أو بحجة التهميش، لكنهم في الحقيقة يضيفون فصلاً جديدًا من الفوضى والدمار.
نحن لا نؤمن بأن الحل في السلاح، ولا نرى في البنادق مشروعًا وطنيًا، لأن من يحمل السلاح اليوم، سينتهي به الأمر غدًا في معادلة السلطة، ولن يكون السودان إلا وقودًا لحرب أخرى، تلد حربًا أخرى، في دائرة جهنمية لا نهاية لها.
الحرية ليست عبر البندقية، والسلام لا يُفرض بالقوة، والعدالة لا تُبنى على ركام المدن المدمرة والتعمير لا يكون فوق جثث الأبرياء. من يرفع السلاح اليوم بحجة النضال، عليه أن يسأل نفسه: هل صار السودان أكثر عدلاً منذ أن تحولت ساحاته إلى ميادين حرب؟ هل اقتربنا من السلام عندما أصبح القتال مهنة، والسياسة سوقًا للمساومات؟
نحن أبناء هذا الوطن، نحمل راية السلام والحرية والعدالة، لا نبحث عن انتصار بطعم الدم، ولا عن ثورة تمزق وحدة الوطن . نؤمن أن الحل في دولة القانون والعدالة ، في بناء وطن يسع الجميع دون إقصاء أو إلغاء. السودان لن يُبنى بحسابات السلاح، بل بإرادة الشعب ، بوحدة الصف، وبوعي جديد يرفض أن يكون الوطن ساحة لصراع الطامعين.
لهذا، نعلن موقفنا بكل وضوح : لا للمزايدات السياسية التي تُتاجر بدماء السودانيين، لا لكل خطاب يُحاول أن يُجمّل الحرب ويمنحها شرعية جديدة نعم للسلام الشامل وعادل.
نحن مع السودان الموحد، مع شعبه الواحد، مع مستقبله العادل، مع السلام الشامل في كل ربوع الوطن العزيز .