أ/ عثمان العاقب يكتب : لا للعنصرية والأوهام

القوس اونلاين
من مشاكل السودان مشكلة الاستعلاء القبلي، بإستخدامنا لعبارات عنصرية جارحة، ضد بعضنا وخصوصًا كلمة “العبودية ومشتقاتها البغيضة”. هذه الكلمة أصبحت سلاحًا للتحقير، تُستخدم بلا وعي من أناس يُفترض فيهم العلم والوعي، ومن أناس تغرق في الجهل وتسبح في الوهم .
نعيش في أكذوبة النقاء العرقي، ونتباهى وهميًا بأننا عرب وأشراف وجدنا العباس، وعندما ننظر للعرب الأصليين نجد الاختلاف في كل شيء، في السحنات واللهجات وحتى في العادات. ونحتقر غيرنا بأنهم زرقة رغم التقارب في السحنات ولون البشرة وغيرها من السمات المشتركة بيننا .فنحن سودانيون، جدنا تهراقا وحبوبتنا كنداكة، والمثل يقول: “من يحسب لجده المائة يلاقه تيه”. فهذه الأوهام الكاذبة والاستعلاء الخيالي جعلنا نتمزق ونحارب بعضنا البعض، رغم أن السودان يسع الجميع، وإذا فجرنا طاقتنا باستغلال موارده فسوف يكون جنة الله في الأرض.
البشرة السمراء بكل تدرجاتها هي رمز هذا الوطن، لكنها لا تضيف أو تنقص من قيمة الإنسان. ما يُضيف للإنسانية حقًا هو العلم، الأخلاق، والمواقف النبيلة.
المعالجة الحقيقية لهذه الظاهرة البغيضة تبدأ من المناهج التربوية التي تعكس تاريخ السودان، وتوضح حقيقة التدرج في الألوان وأسباب التنوع وكيفية التعايش السلمي والقبول بالآخر وقبول الآخر بالكل. يجب أن نربي الأجيال القادمة على احترام الاختلاف، ومعرفة أن السودان وطن يسع الجميع، بلا تصنيف أو تقليل.
كما نطالب بشدة بوضع قانون صارم يجرّم استخدام العبارات العنصرية، مع عقوبات رادعة تحقق العدالة وتمنع التمادي في هذه الممارسات المسيئة. لننهض معًا بوطننا، فالحصة وطن والسودان للجميع.