محمد الأمين يكتب : حرب الاستنزاف

القوس اونلاين
تتخذ الحرب الأهلية في السودان مسارات جديدة باستهداف المرافق المدنية الحيوية في المدن الآمنة بواسطة المسيرات والمدافع بعيدة المدى الأمر الذي يؤثر بصورة مباشرة وسلبية على حياة الناس ..
فاستهداف محطات الكهرباء التحويلية في مروي ودنقلا والدبة وعطبرة وشندي و محطة أم دباكر في النيل الأبيض وغيرها القصد منها تحويل حياة الناس إلى جحيم …. فهذه المحطات تغذي مناطق الزراعة والصناعة والمرافق الحيوية بالكهرباء و يعتمد عليها الناس في الإنتاج والخدمات وتوفير المعينات لتسهيل حياتهم لذلك القصد من تدميرها باختصار إيقاف الحياة أو جعلها جحيم لا يطاق إضافة إلى التأثير السلبي المباشر وغير المباشر على التعليم والصحة وصحة البيئة وايضا التأثير على إمداد المياة وغيرها.
الذين يحلمون بالاستقرار والحياة الآمنة بعد انتصار الجيش وتقدمه في عدة محاور سيكتشفون ان ذلك غير ممكن فاستهداف البنية التحتية المدنية في مناطق المعارك والمناطق الآمنة خير دليل على ان الحرب شرُُ مطلق و أنّ للحرب وجوه متعددة و كلها مؤذية بنفس الدرجة طالما ان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وطالما ان جنون الانتقام يسيطر على الجميع وطالما ان العقول خارج التغطية.
إضافة إلى أن الحرب تتجه الآن نحو الجهوية البغيضة فاستهداف المليشيا لمدن ولاية نهر النيل والولاية الشمالية و ولاية النيل الأبيض ولايات الشرق بالمسيرات الانتحارية وايضا استهداف طيران الجيش لولايات دارفور كل ذلك يصب في خانة استهداف الحواضن الاجتماعية لكلا الطرفين المتقاتلين مما يؤكد تنبؤ القوى المدنية وتوقعها بأن بندقية الحرب في نهاية المطاف ستوجه الي صدور المدنيين و إلى مرافقهم الحيوية والقتل يصبح حسب الهوية ولن ينجو احد.
إيقاف الحرب يصبح كل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية هو الخيار العقلاني الوحيد لوقف الموت والدمار والتشريد لشعب السودان.
# لا للحرب
# لازم تقيف