نعمات آدم جماع تكتب : في عيد الأم.. أما آن للبنادق أن تصمت ..؟؟

القوس اونلاين

 

عيد الأم يمر في بلادنا كسائر أعياد مضت ما بين اصوات البنادق وركام المنازل وحطامها وفاجعة الموت الجماعي ومداخن احتراق المدن التي تحمل ذكريات واحلام انتزعتها آلة الحرب وحصادها لموسم الأعياد فحولت الحلم سراب.

الأم في وطني المنكوب تنافح ازيز الريح ودخان القذائف واغبرة الركام ما بين وطن يترنح واحلام ببناء مجد زاهر زاخر بالامال تطغى عليه نسج احلام الطفولة وعصف الخاطر.
وطني تلتهمه ألسنة نيران الحروب دمرت بنيته التحتية اغتالت الطفولة وأطفأت شموعه رياح غادرة

دمار وانتهاك الحق الانساني في الحياة من أمان وعلاج وطعام ومن بيدهم أمر الحرب والسلام لايعنيهم آلاف الشهداء وملايين اللاجئين والنازحين و المشردين؟؟ توقفوا قليلاَ وانظروا من حولكم كم فقد وكم فقد هذا الوطن الجريح من أبنائه أوقفوا الحرب قبل الانزلاق في هاوية لايستطيع الوطن الخروج منها فكم من خسائر في الأرواح التي لا تعد وكم من موارد اهدرت وكم من بيوت اغلقت وكم من اناس تشتتت وتفرقت في اوطان لا تشبه وطننا بنيله وارضه وسمائه وترابه وأهله.

احلام امهاتنا تنشد السلام وقطعة خبز بأمان في أفواه أطفال تائهين في أرض الله يضحكون حين يسكت ضجيج المدينة من عبث ابخرة القذائف يلعبون في الطرقات المزدحمة بازيز الرصاص والام تراقب وتترقب وقلب يدق ما بين الخوف وما يراود الخواطر .

بلدي تحترق تنشد السلام من أجل سلامة الأطفال والشيوخ والنساء من أجل وطن المجد والكرامة والكبرياء فانت بلا وطن يعني أنك بلا قيمة فكفى ما خسره وطن النيلين الذي يستحق السلام والاستقرار فما تمر به بلادنا من كارثة انسانية وانتهاكات جسيمة في حق المواطن صنعته ايادي هنا وهناك لقمع الشعب السوداني واذلاله لانه حر أبي وشامخ الجباه ومن ظن ان هذا الشعب بعظمته وقيمه يذل فهذه اطغاث احلام.
بلادنا تضج بالحزن المخيم على اجسادها النحيلة بسبب الهم والمرض والغم

هذه الأرض الخضراء الممتدة بامتداد احلام الفقراء البسطاء بالحلم الواعد ايقاف الحرب أرضا سلاح واسكات صوت الرصاص لتخرج البراءة من بين المخيمات ومراكز الإيواء في مدن غطاها الشحوب يحلم شبابها ببناء مجدها وتعميرها يحلم رجالها بعزة وشموخ بزراعة الأرض لتنتج ذرة وقمح وشموس ويلتئم الجرح النازف ويتوقف نزيف الدم المسفوح في اشلاء المدن التي امست خراب.
واحلام طفولة تضج بالفرح تهرول في أرض النيل بلا خوف بلا هلع بلا رصاص

واحلام نساء صامدات ينشدن حلم في الخاطر ايقاف صوت القذائف والدموع والهرولة من دار لدار.
فلتنتهي مهزلة الحرب التي مازالت مشتعلة تقضي على الأخضر واليابس في بلاد النيل.
أرضا سلاح من أجل عيون الغلابة والتعابى من أجل أطفالنا من أجل أن يكون هناك وطن يسع أبنائه ويوحد اهدافهم ويعلو صوت القانون ويستتب الأمن والاستقرار.

يعيش الوطن حالة سيولة أمنية خطيرة تخطف لقمة عيش وخبز الجائع في الممرات والازقة والشوارع اناشد الذين بيدهم أمر الوطن اسعوا وجدوا لحماية المواطن الذي يعاني ويلات الحرب اللعينة ويخشى السير نهارا جهارا.
وظفوا طاقاتكم من أجل انهاء الحرب ونبذ خطاب الكراهية والجهوية
اسعوا واعملوا من أجل الوطن اسكتوا اصوات البندقية

التحية لكل الأمهات في عيدهن وهن يعملن في ظرف قاسي وقاهر ومستحيل من أجل العيش الكريم في وطن كريم رغم المصائب والمحن .