محمد الأمين يكتب : دعوة السلام

القوس اونلاين

 

دعوة لأي انسان واعي وصاحب حس وطني سليم لإجراء مقارنة بين ما ورد في مبادرة د. عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السابق والتي يدعو فيها لايقاف الحرب فورا وإنهاء الكارثة الانسانية التي تمتد على طول البلاد وعرضها والعمل على حماية المدنيين بإقامة مناطق آمنة تحت رعاية دولية ويدعو لذلك إلى  اجتماع بين مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في السودان وإيقاف نزيف الوطن وقطع الطريق على تقسيم البلاد ويدعو فيها إلى رصد مساعدات دولية لإعادة اعمار ما دمرته الحرب بعد إيقافها .

وحينما تتأمل هذه المبادرة تشعر بأنها دعوة للحياة والأمل وقطيعة مع الحرب والدمار والخراب.
ولكن إذا أجريت مقارنة بين تلك المبادرة وخطاب الاطراف المتقاتلة وبلابستهم الذين يدعون لاستمرار القتال والدمار والتشريد لشعب السودان بدعوى القضاء علي الطرف الآخر حتي آخر جندي …. حينها تعرف الفرق بين المواقف الوطنيه الحقيقية والمواقف المزيفة التي تنبع من بين اضابير أفق ضيق لا يفرق بين انتصار وهمي في وطن يحترق وصراع مستمر من أجل السلطة والثروة على جسد وطن منهك وشعب جائع وتائه في صحراء الحرب اللامتناهية.

إن خطاب ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة يلخص ما وصل إليه الخطاب السياسي لحكومة الأمر الواقع من جنون و فقدان وعي يعبر عن سكرات الموت الحقيقي حينما أعلن الحرب على دول الجوار ودول بالاقليم ليصب مزيد من الزيت على نار الحرب المتقدة لمدى سنتين ويمعن في زيادة رقعتها الأمر الذي يضيق الخناق على المواطنين السودانيين اللاجئين الي تلك الدول هروبا من جحيم الحرب العبثية القائمة في السودان.

أكرر الدعوة إلى إجراء تلك المقارنة علها تضفي شيئا من بصيص الأمل لاعادة قراءة المشهد القاتم وتعيد اصطفاف وتموقع جديد يجمع السودانيين الحريصين على الحياة وعلى بقاء الوطن من أجل إيقاف الحرب وإعادة البناء.