خالد الشريف يكتب : مشوار في 6 أبريل

القوس اونلاين
تجمعت المواكب من الصباح الباكر من كل احياء العاصمة المثلثة، وأنا في بحري تأخرت بسبب تأمين احتياجات البيت وبعدها توجهت إلى الخرطوم سالكا طريق الانقاذ قاصداَ المرور بكبري الحديد… لكنني صُدمت بمرتكزات العسكر في حديقة عبود ورفع لي العسكري يده باشارة تعني ممنوع المرور وقررت الرجوع ومحاولة المرور بازقة حي الاملاك لكني لم أجد طريقا يوصلني إلى الكبري وقررت الوصول إلى الخرطوم ولو بعبور النيل سباحة…
في شارع البلدية بحري صادفت ثلاثة من الشباب اشاروا الي طالبين التوصيل الى كبري المك نمر.. سألتهم هل الكبري فاتح قالوا نعم وبعض رفقائهم وصلوا الخرطوم مشيا عليه وفعلا سلكت طريق الكبري، حيث لا توجد عليه موانع عند دخولي الكبري نظرت السماء مليء بغيوم الدخان.. وتقريبا كل الافق مغطى بالدخان من امدرمان الى ناحية شمال وشرق الخرطوم.. دخان مميز بلونين الأسود والرمادي…
وعرفت ان الدخان الاسود هو دخان حرق اللساتك أما الرمادي فهو ناتج من قنابل البمبان… في تقاطع شارع البلدية صادفنا بعض الشباب عرفنا منهم أن قوات الأمن يصدون الشباب ويمنعوهم من دخول ساحة الاعتصام ونصحونا بان نتفرق كلا منا يسلك طريقا لوحده انزلت الشباب من العربة وودعتهم مع الامنيات بالنصر .. ودخلت بالعربة الى شارع يوصلني الى مستشفى امبريال وفعلا وصلت لكني وجدت مشكلة وتجمهر كبير امام المستشفى كانت المشكلة بين العاملين بالمستشفى وبعض عساكر الدعم السريع بسبب علاج احد افراد الدعم الذي اصيب في حادث دهس بسيارة..
ولما وكنت بصدد ايقاف عربتي في موقف المستشفي لضمان امنها واذهب ماشيا للقيادة حيث مكان الاعتصام . تحركت بالعربة ووصلت مركز سلمى للكلى لكن كانت خلفي مطاردة بين الثوار ورجال الامن الحجارة كانت تتساقط حولي.وهربت بالازقة الى ان وصلت مكاتب الهيئة السودانية للمواصفات المكان كان هادئ ومناسب لحفظ العربة لكن فجاءة ظهر لي احد الحراس ومنعني من التوقف في هذا المكان..
توكلت على الله وقررت المرور بالعربة الى آخر نقطة في ساحة القيادة العامة في أحد الازقة صادفت ترس من الاحجار الكبيرة يقفل الشارع وحوله بعض الثوار طلبت منهم المرور..! ردوا علي طلبي بان المرور فقط للثوار رفعت لهم يدي بعلامة النصر وكررت طلبي احدهم رفع بعص الحجارة في حدود السماح بمرور العربة وتعديت الترس ودخلت وجدت نفسي امام منظمة الزبير الخيرية في مواجهة القيادة من الجيهة الغربية.. كان منظر رهيب تنظر للجموع وتحس بشعور لا يوصف وصلت وقت العصر بعد عناء شديد وعلمت ان ثوار البراري هم اول من دخلوا ساحة الاعتصام..
كانت الكنداكات يحملن اكياس أو كراتين فيها مبالغ مالية هي عبارة عن تبرعات لشراء الماء لتوزيعها على الثوار وتسمع كلمة (عندك خت ماعندك شيل) والله ختيت وأنا متأسف لأني كنت غير مستعد ولا احمل في جيبي الكثير من المال.. لكن بعدها ومع استقرار الوضع الحمد لله ساهمت بما قدرت عليه…