يوسف محمد الحسن يكتب : هل يكتب الهلال تاريخا جديدًا ؟!!

تحت السيطرة
من قلب العاصمة الموريتانية، حيث تتداخل أصوات الجماهير مع دقات القلوب يقف الهلال شامخاً مثقلاً بآمال جماهيره العريضة، ومتسلحاً بإرادة فولاذية لتكسير اسطورة الاهلي صاحب التاريخ والبطولات الوافرة
بعد ان عاد الأزرق من أرض الخصم بخسارة محدودة، مرارتها علقت في الحلق، لكنها لم تفت في عضد العزيمة، كانت الأقدام قريبة في تلك المواجهة من هز الشباك، لكن التسرع وربما قليل من سوء الطالع وسوء التقدير في لحظات حاسمة، حال دون تحقيق المُراد، ولكن اليوم ستختلف الامور كل الذي نريده ان يكون (الكفر) منصفا ويقف الحظ بجانب كبير السودان لانه صاحب الكفة الراجحة في الميدان
اليوم يواجه الهلال خصماً عنيداً، فريقاً عريقاً ومنظماً، تظهر في عيونه رغبة جامحة في تحقيق الإنتصار منذ صافرة البداية، لكن أسوار الدفاع الأزرق ستبقى حصينة، تتكسر أمامها موجات الهجوم المتنوعة والخطيرة، في المقابل، لن يكون الأزرق مجرد صيد سهل، بل سيكون مقاتلا طموحا للوصول إلى مرمى الضبوف مثلما كان في لقاء الذهاب لولا بعض اللمسات الأخيرة التي إفتقدت إلى الدقة وحسن الإستغلال من مهاجمي الهلال، لكن يبقى الأمل معقوداً على معركة اليوم، حيث الفرصة سانحة لتصحيح المسار.
لأن اليوم لا يملك الهلال ترف الاختيار، فالفوز وحده هو جواز المرور إلى الدور التالي، التأهل لم يُحسم بعد، والمعركة ستكون ضروساً أمام خصم سيأتي محملاً بطموحاته، مدركاً لدوافع الهلال القوية، و هنا يكمن مفتاح الحذر، فنحن نواجه فريقاً لا يعتاد على الانكسار، فريقاً متمرساً على حصد البطولات
في هذه المواجهة الحاسمة سيكون الأداء المنظم هو سلاح الفوز تمريرات دقيقة تنسج خيوط اللعب من الدفاع إلى الوسط، ثم إلى الهجوم، مع إحتفاظ إيجابي بالكرة يمتص حماس الخصم ويضعه تحت الضغط، هذا الأسلوب هو الكفيل بإرهاق المنافس وزعزعة ثقته وإفقاده السيطرة على مجريات الأمور
صحيح أن غياب القائد الغربال يمثل خسارة بلا شك، لكن ثقتنا في كتيبة الهلال لا تهتز، رفاق القائد عازمون على مواصلة هز الشباك، وتسجيل الأهداف بغض النظر عن التشكيلة التي سيختارها الجهاز الفني، فقميص الهلال يحمل في طياته روحاً قتالية لا تعرف اليأس
إن عودة الهلال رغم ظروف الغيابات المتعددة والمؤثره ليست ضرباً من الخيال، فالتاريخ الأزرق في مثل هذه المواقف حافل بالإنتصارات الرائعة و (الريمونتادات) المذهلة، روح الإصرار والمسؤولية التي يلعب بها الفريق تؤكد أن الكبير وإن تأخر سيعود ويقلب الطاولة لصالحه
مباراة اليوم لن تكون مجرد مباراة عادية، بل هي فصل جديد يُكتب في سجلات المجد الهلالي بإزاحة بطل النسختين الاخيرتين
نتمنى أن يحقق الهلال عشية اليوم نتيجة تضمن التأهل وتفتح الأبواب لمراحل أبعد في هذه البطولة، وكل المؤشرات رغم إعترافنا بصعوبة المهمة، تُنبئ بعلو كعب الهلال في لقاء اليوم، وتقدمه بثبات نحو تحقيق الطموحات
موعدنا ان يكتب الهلال اليوم تاريخا جديدا يضاف الي سجلاته الحافلة بالإشراق فهل يفعلها ابناء فلوران؟!
اللهم انصر هلال الملايين في كل خطواته يا رب العالمين
باص قاتل
هلال الفن سيهزم أهلي القرن!!