نجاة إدريس إسماعيل تكتب : خطوط عريضة (سعد الخير …صوب نحو الثريا ..تصد مئذنة!)

القوس اونلاين

 

ذكر أهل السير والتراجم أن الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب_رضي الله عنه_ كان يقدم زهيرا بن أبي سلمى حكيم الشعراء الجاهليين على سائر شعراء الجاهلية؛لأنه لا يعاظل بين الكلام ٫ولايتبع حوشيه٫ولايمدح أحدا إلا بما فيه…أي أنه كان صادقا في مدحه.

وفي ديوان الشعر السوداني مدح الشاعر التجاني يوسف بشير الأزهري الكبير٫ومهد التجاني مدحه لممدوحه بأنه لم يمدحه للرفد٫وهو من هو عزة قعساء ونبل نفس وإباء ٫بيد أنه مدحه؛ لأنه يستحق فخيم المدح وعاطر الثناء لسابغ أفضاله وأياديه البيضاء على قومه أهل السودان٫وكان الأزهري الكبير من أجلة العلماء وأهل الفتيا في البلاد: ما إلى الرفد قد مدحت. وما مثلي قناتي تلين من لمعانه عمر مولاي ما اطباني المال يوما لرغبة في اختزانه. وأنا المرء من عرفت إباء. وعزوفا عن ذله وهوانه

…ومقالنا هذا ليس مقصده مدح بعض الأشخاص بقدر ما هو مدح للمثل العليا التي يجسدونها وهم يساهمون -مع إخوان لهم آخرين-بتلبية نداء الوطن متى هب النداء٫جودا بالأفعال لا الأقوال٫وانزواء عن الأضواء٫ولكن لابد للأضواء أن تسلط على فاعلي الخير وصانعي المعروف في سماحة وتجرد ونكران ذات وأحسب أن سعدا-والله حسيبه و لا نزكي على الله أحدا-من أؤلئك النفر المحسنين المتجردين. وسعد بابكر أحمد محمد نور من أسرة عريقة من شمبات وحلفاية الملوك-وردت سيرة شجرة عائلته في سفر بروفيسور عون الشريف-“حلفاية الملوك …التاريخ والبشر “و””موسوعة القبائل والأنساب في السودان ”

ولقد ظللنا نتابع مسيرة سعد وشركته “تاركو للطيران”قبل اندلاع الحرب في أبريل 2023 ابتدارا للمشاريع التنموية والخدمية في البلاد عامة وفي مسقط رأسه -في شمبات والحلفاية خاصة -وأشير هنا على سبيل المثال لا الحصر إلى تشجير شمبات وتحسين البيئة فيها وإنارة الشوارع وعمارة المساجد والمساهمة في تأهيل الأندية الرياضية وتقديم المساعدات للأسر المتعففة والمساهمة في علاج المرضى وتوفير الأدوية ودعم قطاع التعليم…أما عن أدواره بعد نشوب الحرب فقد دعم النازحين والمجتمعات المتضررة من ويلات الحرب وحفر عددا من الآبار الصالحة للسقيا كما ساهم في تأمين المواد التموينية الأساسية والمساهمة في العودة الطوعية للنازحين ٫كما دعم الخلاوي وأهل الفن والثقافة …أما في مجال المبادرات الإنسانية فيتجلى دوره في توفير الأكفان للموتى ونقل الجثامين للسودان دون مقابل مادي ..كما صنع سقيا لوالدته الحاجة الروضة بالحلفاية ومثلها أيضا حفر بئر للسقيا صدقة جارية أجرها خالص إن شاء الله لوالده بابكر بمنطقة شمبات الشمالية٫أما في مجال الصحة فقد وفر 6 طلمبات حديثة بملحقاتها كما عمل على توصيل علاجات مستعجلة للمحتاجين من المرضى وعمل على متابعة مركز شمبات الصحي ومستشفى حاج الصافي.

أما في محور الكهرباء فقد عمل على متابعة مشروعات الكهرباء ومتابعة ذلك مع الأجهزة الحكومية..أمافي مجال الزراعة فإن سعدا يعمل ومؤسسته على توفير عدد كبير من النخيل العراقي لمنطقتي شمبات والحلفاية على مراحل مدروسة وفق تخطيط علمي وفني دقيق …أما عمله في دائرة الدعم المجتمعي فيتمثل في إرسال مائتي زي متكامل لدعم الأمن المجتمعي…وعمارة المساجد وإهدائها مجموعة من المصاحف الشريفة وكتب التفاسير وإنارة المساجد والخلاوي وتوصيل الطاقة الشمسية لها.

هذا غيض من فيض عن سعد ومؤسسته..سعد الذي رأيناه قبل الحرب يحتفي بالعلماء ومنهم المؤرخ بروفيسور عزالدين عمر أحمد موسى الحائز جائزة الملك فيصل العالمية في التاريخ الإسلامي ومؤسسته مركز العز بن عبدالسلام الثقافي ٫كما شهدنا لسعد صنيعه مع الشاعر الراحل هاشم صديق الذي خرج من حي بانت مستشفيا محمولا على “كارو”بعد فترة من نشوب الحرب فطارت به تاركو لتحمله إلى الخارج متبنية علاجه وطباعة أعماله الشعرية الكاملة.

أخي سعد ٫وأنت الذي تتحاشى الأضواء وتؤثر الانزواء بعيدا عن هالاتها -ما أردت بما كتبت أن أقصم ظهرك بالمدح وعاطر الثناء ٫لكن كتبت ما أملاه علي الضمير الحر من أن أكتب ما يلهم في تقديم الأسوة الحسنة والقدوة الصالحة للقادمين من الأجيال الجديدة في حب الأوطان وسكب العرق في خدمتها بالغالي والمرتخص لرد بعض الدين لسيدي الوطن وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق.