نجاة إدريس تكتب : خطوط عريضة (أين حقوق معاشيي البنك الزراعي ياسادة) !!!

القوس اونلاين
تحضرني أبيات المتنبي _ وأنا أطالع قضية معاشيي البنك الزراعي السوداني بعدم سداد مستحقاتهم لعدة أعوام :
ولم أر في عيوب الناس شيئا كنقص القادرين على التمام
وكيف لا والبنك الزراعي السوداني ومنذ تأسيسه الفعلي في عام 1959 كانت له أياد بيضاء في بناء الاقتصاد الوطني حيث كانت الزراعة العمود الفقري لصادرات السودان .حيث وقف البنك الزراعي السوداني_رائد التنمية الزراعية_ مع المزارعين في كآفة عمليات الإنتاج الزراعي كما وقف مع عامليه ولكنه هاهو اليوم يتنكر لمعاشييه الذين أفنوا زهرة شبابهم في خدمته…فأكلهم لحما وتركهم عظما-وهم في مثل هذه الظروف الطاحنة -يكابدون أهوال الحرب و يصارعون ثلاثي الشيخوخة والمرض والفقر دون أن يرمش جفن لإدارة البنك الزراعي وبنك السودان ووزارة المالية حيث لم يسلموا مستحقاتهم المعاشية التي توقف صرفها منذ العام 2021م
معاشيو البنك الزراعي الذين يكابدون من أجل أن تصرف مستحقاتهم المعاشية -أسوة برصفائهم من متقاعدي المصارف السودانية- كانوا بالأمس القريب يحملون البنك في حدقات عيونهم وفي شغاف قلوبهم فقد أسسوا البنك على بنيان صلب حتى أصبح بنكا يعتمد عليه ويشار إليه بالبنان فلماذا يا إدارة البنك ويا بنك السودان ويا وزارة المالية تمنعون حقا أصيلا من حقوق عمالكم وموظفيكم …ولكن رغم مابدا منكم فنحن سنظن بكم الخير-والظن هاهنا يفيد اليقين – ولعلكم ستراجعون قراركم”فاللوم بجي بالغفلات! “وماضيكم كان زاهرا في زمان مضى لم يكن مثل هذا الزمان الأعجف الذي تجحد فيه صنائع المعروف وينكر فيه الجميل.!
معاشيو البنك الزراعي السوداني بعد ان استنفدوا كل السبل القانونية هاهم الآن يمنحون الإذن لمقاضاة البنك الزراعي بعد أن أخطروا بقضيتهم العادلة كلا من مجلس السيادة ومجلس الوزراء ووزارة المالية وبنك السودان المركزي ولم يعد للبنك إلا خياران : إما أن يدفع لهم حقوقهم كاملة غير منقوصة أو أن يرفع المطالبون دعوى قضائية يفصل فيها القانون فحقوقهم المعاشية لم تصرف منذ العام 2021م وحتى هذا العام 2025 -أسوة بزملائهم من معاشيي البنوك – فلماذا لا يمنح بنك كبير كالبنك الزراعي الحق لمستحقيه ولماذا المماطلة ؟
ألم يعلم هؤلاء المماطلون بأن الأيام دول وأن ما تفعله في غيرك سيفعله آخرون معك …وأن الكرسي الذي تجلس عليه الآن لو دام لغيرك لما آل إليك
وليتهم يعلمون بأن الظلم ظلمات ولعل من مثل هذا الظلم ابتلانا الله بهذه الحرب اللعينة
فهلا أزلتم الظلم يا إدارة البنك الزراعي ويا بنك السودان وياوزارة المالية وأنتم القادرون ع لى التمام؟