أ/عثمان العاقب يكتب : الفاشر لا تقاتل وحدها

القوس اونلاين

 

الفاشر لا تقاتل وحدها، فهي ليست مجرد مدينة، بل نبض السودان الحي، وحبله السري الذي يغذي الوطن بالأمان والاطمئنان. ما يصيبها من ألم، يصيب الوطن كله في صميمه، وما يدنس أرضها، إنما يدنس شرف كل سوداني حرٍ أبي.

اليوم، تنادي الفاشر كل الضمائر الحية، وتطرق أبواب الوجدان الوطني بنداء عاجل: “أغيثوني قبل أن يبتلعني الطوفان”.
فالدعم السريع، بتاريخه المثقل بالجرائم والمآسي، قد دق أبوابها، كما دق من قبل أبواب مدن أخرى، وما إن وطئت أقدامه أرضًا إلا وخلّف وراءه الدمار، والانتهاك، والفساد، وأبشع صور المعاناة الإنسانية.

إن ما يجري في الفاشر اليوم ليس معركةً هامشية، بل معركة مصير، تُحدد فيها هوية السودان القادمة:
هل نكون وطنًا موحدًا، يُحكم بالقانون وتُصان فيه الكرامة، أم نُترك لميليشيات عابثة تعبث بالتراب والعِرض والمستقبل؟
على الجميع أن يدرك أن الدفاع عن الفاشر ليس تفضُّلًا، بل واجب وطني مقدس. فكل رصاصة تُطلق دفاعًا عنها، إنما تُطلق دفاعًا عن شرف الوطن، وكل قطرة دم تُراق على أسوارها، هي مهرٌ لوطن العدالة والمساواة.

وبعد تحرير الوطن من العدو، يتوجب أن نسعى نحو دولة العدالة والقانون، فـفي العدالة البقاء، وفي الظلم الزوال.