أ/عثمان العاقب يكتب : تسويق خطاب الكراهية

القوس اونلاين

 

نستنكر هذه الواقعة التي حدثت بالصدفة، لكن المؤلم بحق هو تحويلها إلى مادة للمتاجرة أو تسويق خطاب الكراهية، خاصة عندما تُربط بسلوك عنصري، في وقت نعلم فيه أن الحادثة جاءت بمحض الصدفة لا الترتيب أو القصد.

إن جوهر القضية – إن أردنا الحديث بصدق وضمير – ليس في لحظة انفعال شخص، بل في الواقع المؤلم لأطفال حُرموا من أبسط حقوقهم، كالتعليم، بسبب الحروب التي تشتعل في مناطقهم منذ سنوات، حتى باتت الحياة نفسها حقل ألغام، والعلم حلمًا مؤجلًا.
فلنُوجّه البوصلة نحو بناء وطنٍ يحترم إنسانية الجميع، ويحتكر فيه السلاح بيد دولةٍ عادلة، ترفع راية القانون وتغلق أبواب الفوضى، لا أن نُكرّر مشاهد التشظي، ونحمّل الآخرين أوزار مشكلاتنا كلما سنحت الفرصة.

إن كنا نرجو عدالة، فلنبدأ بها في خطابنا، ولننظر لأطفال الهامش كقضية وطن، لا صورة عابرة تُستثمر لتكريس الانقسام.
فإما وطن يسعنا جميعًا… أو الطوفان.