محمد الأمين يكتب : ثورة ديسمبر عائدة وراجحة

القوس اونلاين

الثورة السودانية المجيدة كانت ولاتزال ثورة وعي واستنارة، رفعت شعارات عظيمة اشبه بشعارات الثورة الفرنسية التي غيرت معالم  التاريخ.

ولن ينسي اعداء واصدقاء الثورة ان كل العالم وقف احتراما لثورة ديسمبر السلمية المجيدة التي كانت تجربة انسانية رائدة  استطاعت وبطريقة سلمية اقتلاع أسوأ نظام حكم في المنطقة الأمر الذي ادهش العالم فصفق لشباب الثورة الذين اصبحو مصدر الهام لبقية الثورات في العالم لذلك كانت اهازيج الثورة تتردد في أماكن كثيرة منها الجزائر وفلسطين وغيرها لأنها كانت تلهب المشاعر وتوقظ الضمائر وتخيف أعداء الوطن الذين اختفوا من المجال العام .

فالكيزان الذين انزووا في اماكن قصية خوفا من غضب جحافل الثوار خاصة في مرحلة الشرعية الثورية التي كان يمكن أن تستأصل الاشرار أينما وجدو حينما هتف الثوار:-

اي كوز ندوسو دوس

ولكنهم هربوا كالفئران واختبأ بعضهم في اقفاص الدجاج وفي الخيران وهرب بعضهم إلى تركيا والخليج ومصر وغيرها … ومن تبقى كان يمكن ان يتم القضاء عليه ولكن تدخلت  قيادات الثورة الحكيمة وحالت دون ذلك ومنحت كل المجرمين الحق القانوني في المحاكمة العادلة والحق القانوني في الدفاع عن انفسهم وليت ذلك لم يحدث لسلمت بلادنا من هذه الحرب الاليمة.

وحينما تذكر ثورة ديسمبر فلابد من ذكر اعتصام القيادة العامة الذي كان بمثابة مربط فرس الثورة ومعينها الذي تغذت منه فقد كان يعبر عن بعدها الثوري الديمقراطي والانساني والجمالي وكان يعكس تصور شباب الثورة لسودان ما بعد الثورة فكان يحمل ملامح سودان مصغر  ترتسم علي محياه ملامح الحرية والتنوع وقبول الآخر ….ولكن تكالبت عليه أيادي الغدر فكانت جريمة فض الاعتصام في ليلة العيد ورغم ذلك بقيت الثورة حية واعادت تجميع صفوفها لجولات جديد ضد نظام الفساد والاستبداد.

تبقى ثورة ديسمبر المجيدة شامة وهامة في جبين الوطن وتبقي لحظة فارقة في تاريخ السودان الحديث وتبقي صحوة انسانية لتغيير مسار التاريخ نحو الافضل.

ورغم محاولات بني كوز وجنجويدهم وأد الثورة عن طريق اشعال هذه الحرب العبثية اللعينة التي دمرت البلاد وارهقت العباد الا ان الثورة باقية تمرض ولا تموت وستعود بعد توقف الحرب لتحقق اهدافها النبيلة في الحرية والسلام والعدالة وتؤسس لدولة المواطنة التي تسع الجميع وسوف يتم محاسبة كل من اجرم في حق هذا الوطن وستنصب المشانق لكل معتد  اثيم.