عبدالعزيز عثمان سام يكتب : كامل إدريس رئيسًا لحكومة جمهورية السودان؟ لماذا؟!

القوس اونلاين
ظلَّ دكتور كامل إدريس، المواطن السوداني، والكادر المتعلم وعنده خبرة طويلة في العمل خارج السودان، هو المثقف المستنير الوحيد الذي يقبل أن يترشح مع المخلوع عمر البشير لرئاسة الجمهورية، لاضفاءِ الشرعية على العملية الانتخالية برُمَّتِها لأنها مزورة حتمًا، ومعلومة النتيجة مسبقًا..
مع أن دكتور كامل إدريس هذا شخص عاش وتعلَّم في الغرب واشتغل هناك، ويعلم جيدًا أن الانتخابات لا تقوم صحيحة في مناخ وخِيم كالذى في السودان حيث المجتمع “غير ديمقراطي”، لكنَّ كامل إدريس كان يصرُّ دومًا علي الترشح لرئاسة الجمهورية مع عمر البشير وهو يعلم جيدًا أن التمثيلية المسيخة التي يشارك فيها ليست انتخابات وانها تضرُّ بالسودان ضررًا بليغًا، وانه متأكد من أنه لن يفوز فيها ولكنه يمهِّد ويشرعن لفوز الطاغية عمر البشير .. فلماذا كان يقبل كامل إدريس بدور “أرنب السِباق” هذا، ومعلوم أن أرنب السباق في ألعاب القوة Athletics يعمل أجيرًا لمصلحة منافس آخر جاد، وينتهي دوره بعد وقت وجيز من بدء السباق، وكامل إدريس كان يعملُ أرنبً سباق لعمر البشير ؟!
وبعد إنتصار ثورة ديسمبر 2018م في أبريل 2019، تمَّ طرح مسألة اختيار رئيس وزراء لحكومة انتقالية، فكان أوَّل من تقدم طالبًا المنصب هو دكتور كامل إدريس هذا !، لكن الشعب السوداني عافه وصدَّه وركله لانه معروف لديه بأنَّ عنده لهف وشوق وشغفٌ للمنصب، يريد أن يتزوج بهذه الوظيفة “ليرفع بها خسيسته” ورفع الخسيسة بالزواج او نيلِ منصبٍ من شخصٍ لا يستحقه أمر حرام شرعًا.. والدليل قصة الفتاة التي جاءت إلى الرسول (ص) شاكية، أن أباها زوجها لإبن اخيه ليرفع بها خسيسته! فطلب منها (ص) أن تدعو أباها للحضور ليطلقها بحضوره من ابن عمها.. إلا أن الفتاة رفضت ذلك اكرامًا لأبيها وقالت قولتها الشهيرة التي صارت قاعدة، قالت: (لن أفعل ذلك يا رسول الله، لكني أردت أن يعلم الناس أنْ ليس للآباء في هذا الأمر شئ!).. البنات لسن أمتعة ولا بضاعة بيد الآباء يزوجوهن لمن يشاؤون ليرفعوا بها خسائسهم ! .. (جمع خسيسة)،
والقاعدة الشرعية هنا “أنَّ طالب الإمارة لا يؤمَّر وطالبُ الولاية لا يوَّلى”.. وقد نهي الرسول (ص) عبد الرحمن بن سمرة عن طلبِ الإمارة فقال: (لا تسأل الإمارة، فإنك إن أوتِيتها عن مسألةٍ وكلت إليها، وإن أوتِيتها من غير مسألة أُعِنت عليها) متفق عليه.
وقال (ص): (يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خِزيٍ وندامة إلا من أخذها بحقِّها وادَّى الذى عليه فيها).
و د. كامل إدريس هذا، رغم تعليمه وخبرته العملية لكنه ضعيف لا يستطيع كبح جماح نفسه الأمَّارة بالسوءِ، إنه يزور ويكذب ويغش، وفقير الي العِفَّة وخفيف يفقتر إلى الإرادة الزاجرة للنفس من الولوغ والرتع ولهوف لغوف معدوم “التَقَلَة” العادية للإنسان المُستنير، لذلك طفق يركض خلف هذه الوظيفة سنين عددًا يريد أن يغسل بها عاره، ويتخلص من عيوبه ويهرب من تاريخه الفاسد الذي ظلَّ يطارده كظِله، وذلك يخيل إليه انَّ الخلاصَ بالجلوس علي كرسي الرئاسة في جمهورية السودان باي ثمن، وهو يماثل فى ذلك الإبن الفاسد الفاشل الذي يلبس جُلباب جدِّه البطل ليخفى ويدارى عاره وفشله وخيبته وعورته المكشوفة منذ أن زوَّرَ وغشَّ وكذَّب،
وجاء في الحديثِ الشريف: (من غشَّنا ليس مِنَّا).. لذلك يا “كامل”، أنت ناقص حدّ الرسوب، والكمالُ لله وحده رب العالمين !،
أنا لست مستغربًا ولا رافضًا طموح الرجل في الجلوس علي كرسي رئاسة السودان ليغتسل فوقها من تاريخه النجس الفاسد وينْسَلَّ منه، ولكني أشعر بالذل والإهانة كسوداني أنْ تختار حكومة الأمر الواقع، هذا “الكامل” الناقص الخديج ليجلس على هذا الكرسي، لأنه غير أمين ولا شريف، رجل غش وكذَّب ودلَّس ليستمر في وظيفة دولية، فما الذي يمنعه من فعلِ ذلك وأزيد وهو يرأس السودان المثخن بجراح نازفة قاتلة ؟ السودان في حاجة لمن يضمِّد هذه الجراح وليس من يعمقها ويزيد نزفها، لتعجِّل بموت البلد وضياع شعبه.
ولماذا يضطر السودانيون ان يطأطِأوا رؤوسهم خجلًا كل يوم، وكل ساعة، لأنهم مضطرون لرؤية رئيس حكومة دولتهم الكاذب المزور الرخيص عديم الأمانة النزاهة والكرامة، وهو يصول ويجول بإسم بلدهم وممثلًا لهم بينما الجميع يخرج لسانه شامِتًا ليعيِّيرنا به وهو فرحان .. لانه لو كان يسؤه ما قام به لإنتحر او إنزوي منذ وقت بعيد، وهو مذبوح منذ زمنٍ بعيد .. ولا يؤلم الشاة السلخ، ومن يُهَنْ يسهل الهوان عليه وما لجرحٍٍ بميِّتٍ إيلام.
والجنرال البرهان، وحكومته وكل الذين اختاروا كامل إدريس رئيسا لحكومة السودان التي يفترض انها حكومة إصلاح وتغيير لمسح الصورة السيئة.. حكومة ال New look للسودان الجديد نظيف اليد، صادق القلب وسليم الضمير، عفيف اللسان، ونسألكم جميعا: هل سيحقق كامل إدريس هذا المُزوِّر الكاذب الفاسد، أن يحملَ أطماع وطموح الشعب السوداني لتعويض الضرر الذي أصابه ؟ وهل كمال إدريس بماضيه المخجل سيعوض الشعب السوداني الكريم شغفه وشوقه لقائد عظيم يقود سفِين هذا الوطن المُتعب النازف بشدة ليرسو علي جُودِي الخلاص والخير والجمال والسلام والعدالة والنماء والرُقِي؟؟؟
الإجابة بلا طبعًا.. و وآهِمٌ من يرجو خيرًا من “كامل” هذا الناقص .. بإسم من ولمصلحة من يركب السودان وشعبه هذا الخازوق الجديد؟ خوازيق البلد زادت.
واخيرًا، سؤال خروج:
لماذا اخترتم هذا الطامح الطامع الحلمان يقظةً لرئاسة البلد؟، مع أنه عليل يجرجر عاره دومًا بشرفه المخدوش وذمته المعدومة كرامته البالية، مع ان الأصِحاءَ الأقوياء الأمناء الوطنيين المؤهلين من أبناء السودان بعدد الحصي؟،
أم أننا صُمنَا دهرًا لنفطر علي بصلةٍ معفِّنة مرَّة أخرى؟.