رشا رجب تكتب : كلمتة ترس وقصيدته بندقيه … نادر خليفه التوم يخلد بطولات الجيش ونساء السودان

القوس اونلاين
في زمن إشتدت فية المحن وإرتفعت فيه راية الكرامة ،وإصطف أبناء الوطن خلف جيشهم الباسل في معركة الدفاع عن الأرض والعرض، بزغ صوت شاعر حمل الوطن في قلبة ،ونثر حروفه حبا ووفاءا لارض السودان.
شاعر كرس قلمه للجيش ،فمجد بطولاته وخلد تضحياته ووقف شامخا خلف رجال يقاتلون بشرف في معركة الكرامه التي يخوضها الجيش السوداني ضد مليشيا الدعم السريع الارهابيه.
لم تكن اشعاره مجرد كلمات،بل كانت نداء للوطن، وصوتا للحق ،ورسالة صادقه تلامس القلوب، ومن بين ركام الحرب ووجع المدن التي تقاوم، تنهض القصيده سيفا من نور ويعلو صوت الشعراء في مواكب الصمود، يكتبون التاريخ بالكلمات كما يخطه الأبطال بالدم .
ومن بين هؤلاء الشعراء، يبرز صوت فريد ومؤثر شاعر الكرامه والمقاومه
الشاعر نادر خليفه التوم محمد بن ولاية النيل الأبيض أحد الأصوات الشعرية التي بزغت بقوة منذ اندلاع الحرب التي يخوضها الجيش السوداني دفاعا عن السياده والكرامه.
بدأ نادر رحلته مع الشعر منذ التسعينات، لكن الحرب الأخيرة شكّلت نقطة تحوّل فارقة، وجد فيها قضيته الكبرى فحول قلمه إلى جبهة وصوته إلى نبض وطن وحروفه الي معركه تخاض بالصدق والانتماء.
كتب بالفصحى والعامية، وكان ميوله الأكبر للشعر الغنائي العامي، دعم الأصدقاء كان دافعًا كبيرًا للاستمرار، فيما كان تأثره العميق بالشاعر الرسالي الفاتح حسن بشير واضحًا في أعماله، من حيث الروح العالية والهم الوطني والإنساني .
ألف الشاعر نادر خليفه عشرات القصائد التي مجدت الجيش، وخلدت تضحيات الشهداء وبثت الامل في نفوس المواطنين ،هذا الشاعر بصوته العالي وقلمة الصادق جعل من الشعر ،ومن الكلمه درعا، ومن الوطن معشوقًا لا يساوم عليه . انتشرت أعماله عبر المنصات الرقمية وتحولت إلى أناشيد وجدانية وحماسية تعبّر عن صحوة ضمير الشعب وتوثق للحظه
وطنية تكتب بالدم والصبر .
في نصه المؤثر:
يا وطن عاشقين ترابك
ومجرى نيلك وغيم
سحابك…
البيوت الشايله ريحتك
بيك عزيزه وفي رحابك
يجسّد الشاعر صورة الوطن ككائن حي نعيش لأجله ونبكي عليه ونقسم بحمايته. القصيدة تلامس وجدان كل سوداني وتعكس الواقع في إطار من العزة والكرامة.
وفي قصيدة أخرى، يقول:
والله ما جات من فراغ
الشعب قالها في كلمته
جيشاً واحد.. شعب واحد
هنا يتحول الشعار من مجرد هتاف إلى حقيقة نابعة من التجربة والمعايشة، وتأكيد على وحدة الصف والتلاحم القوي بين الشعب وجيشه.
أما في قصيدته “سيادة وقيادة”، فيرسم صورة ناصعة للجيش السوداني، لا كمجرد قوة عسكرية، بل كقيمة معنوية وأخلاقية متجذرة في الشرف والانضباط:
سيادة وقيادة
بيادة وريادة
الجيش السوداني
متفوق كالعادة…
لم ينسَ الشاعر نادر دور النساء في معركة الكرامة، فكتب عن فنانات، إعلاميات، وممثلات، خصص لهن قصائد مليئة بالإلهام الوطني. وفي قصيدته “قدر الميارم”، يُحيل “القدح” من رمز تقليدي إلى راية للمقاومة والكرامة.
كما كتب قصائد عن شخصيات بارزة في معركة السيادة، منهم الشهيد مكاوي، والشهداء الأبرار، وقصائد في الانصرافي، وكباشي، وعطا، والفريق البرهان. تغنى بكلماته عدد من الفنانين مثل أحمد المأمون، هبة جبرة، تومات مدني، عوض الهادي الفادني، سُكرة بت كسلا ،والطفلة الواعده ميار سيد وفرقة وادي النيل بمصر.
صدر له ديوان شعري بعنوان “جيش العزة”، وهو عمل يوثق لهذه المرحلة المفصلية في تاريخ السودان.
وحين تتعثر الكلمات في وصف ما يعيشه الوطن، تبقى القصيدة مرآة للروح السودانية ونبضًا لا ينكسر في وجه الألم.
في صوت نادر خليفة نسمع نداء الأرض، وصرخة التاريخ، ووصية الشهداء:
“اكتبوا للوطن.. فإن الكلمة لا تموت.”