خروج حماس إلى السودان… صفقة حقيقية أم حرب إعلامية؟

تقرير : آمنة حسن
لم يستطع المجتمع الدولي إلى الآن ايقاف إطلاق النار في السودان، وظل الشعب السوداني يعاني لأكثر من عام ونصف دون إنقاذ، إلا أنه قد يصبح ملاذًا ومخرجًا لقادة حركة حماس الفلسطينية، بموجب صفقة وافقت عليها إسرائيل وفق شروط محددة منها بينها الانسحاب من قطاع غزة، وقالت ذات المصادر أن الجيش السوداني وافق على هذا المقترح، ترى هل ستكتمل هذه الخطوة فعلًا، وما الفائدة التي قد يجنيها السودان خاصة في ظل الحرب الدائرة الآن، وهل سيوافق قادة حماس على الاستسلام؟.
بداية الاتفاق
وقد كشف مصدر مطلع لـ صحيفة«الجريدة» عن أفكار جديدة متداولة لوقف إطلاق النار، تقضي بخروج قادة حركة حماس وجميع مقاتليها بشكل آمن من غزة إلى السودان.
وقال المصدر إن إحدى الأفكار تقترح انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، على أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، مقابل خروج حماس عبر معبر رفح إلى مصر، وبعدها إلى السودان، حيث ستحصل الحركة على مكاسب مالية وسياسية. ولفت إلى أن هذا المقترح وجد استحساناً لدى الأطراف المعنية بوقف الحرب، وأن إسرائيل وافقت على المقترح وتم نقله إلى الحركة على يد وسيط خليجي بدعم دولة عربية.
وبحسب المصدر فإن الجيش السوداني وافق على استضافة جميع قادة حماس ومقاتليها على أراضيه، مع تحرير أموالهم المحتجزة في البنوك السودانية وتسليمهم كل العقارات والأموال والمحطة التلفزيونية التي كانت تملكها الحركة في الخرطوم ايام حكم الرئيس المعزول عمر البشير.
أسوأ حالًا من غزة
نحن أسوأ حالًا من غزة وماحدث فيها وما يحدث في لبنان الآن، هكذا بدأ حديثه ل القوس اونلاين الأمين العام للحزب الوطني الاتحادي الموحد محمد الهادي محمود، وأضاف أن السودان الآن يعيش أسوأ حرب عرفها التاريخ والعالم، وفيما يتعلق بهذه الصفقه فهو حديث رائج في عدد من الوسائط، ونحن بدورنا نتساءل مع من هذه الصفقة ولمصلحة من؟ والسودان يعيش هذه المأساة الكبيرة ولكن لا نستغرب في ظل وجود حكومة الأمر الواقع حدوث مثل هذه الصفقة المشبوهة، خاصة وأن هنالك علاقات بين رأس النظام عبدالفتاح البرهان وإسرائيل وتمت لقاءات في وقت سابق، واعتقد بأنها لاتزال موجودة.
بالتأكيد ليس هنالك فائدة يجنيها السودان بالدخول في هذه الاشكالات وهو في ظل هذه المأساة الكبيرة، الشرق الأوسط تحدث فيه تغيرات كبيرة ومآسي يعيشها الشعب الفلسطيني واللبناني بهذه الحرب التي تشنها إسرائيل، نتمنى أن لا ندخل في هذه التعقيدات ويكفينا ما نحن فيه، متمنين للشعب الفلسطيني أن تنتهي هذه الحرب المدمرة التي إستمرت عام كامل والآن وصلت إلى لبنان
اذكر أنه ايام الحرب الشاملة تم تهجير سكان قطاع غزة من الكيان الصهيوني، وقد استقبلهم السودان في منطقة المعاقيل في شندي وعاشوا لفترة، لكن الأمر هنا يختلف لأنه في إطار صفقة وأموال وحماس يصبح هذا أمر مشبوه لايشبه السودان ولا أهله
مجرد إلهاء
وقال عضو اللجنة التنظيمية تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم شمال عبدالمنعم أبوالقاسم القاش ل القوس اونلاين إن أي حديث فيه إشارة إلى صفقة توقف الحرب الظالمة على غزة دونما إنسحاب كامل للقوات الإسرائيلية والإلتزام بتعويض الخسائر التي تسببت فيها وتعويض الضحايا وإعادة تعمير كامل القطاع وإيقاف بناء المستوطنات هو مجرد إلهاء أو نوع من الشائعات المغروضة، وما رشح عن صفقة خروج آمن أو غير آمن لحماس من قطاع غزة للسودان على أساس مبادرة بايدن وقبول الجيش السوداني بارجاع عقاراتهم وأموالهم واستضافة مقاتليهم بالسودان هو كلام خيالي فلا بايدن ولا الحزب الديمقراطي الأمريكي يحتاجان لكسب إنتخابي فمرشحة الحزب الديموقراطي تتفوق في التوقعات بالفوز على مرشح الحزب الجمهوري بمسافة يمكن وصفها بأنها مريحة جداً.
كما وأن حماس وكل الفصائل الفلسطينية وحتى السلطة الفلسطينية التي قال الخبر في مغازلة ما أنها ستتسلم إدارة القطاع حال خروج حماس هل سترضى بهذا الخروج من غزة والتخلي من مئات الآلاف من الفلسطنيين المنتشرين من غزة إلى الضفة، والذين دفعوا ومازالوا يدفعون كل نفيس و غالي من أرواح ومال واملاك من أجل تحرير أنفسهم وأرضهم من دنس الصهيونية العالمية وكيانها النازي المحتل حتى وإن إستشهدوا جميعهم، فلا أحد فيهم مستعد لخسارة شعبه ولا لتهجيره لبلاد آخرى لها شعبها، إن ما يجري في غزة هو حرب تحرير ومقاومة للإستيطان الأسرائيلي الغاشم، وكما علمنا التاريخ أن قتل القادة لا يضمن موت القضية فهو لن يفعل ذلك أبداً وما يحدث في غزة وفي جنوب لبنان اليوم هو خير مثال .
وأضاف القاش أن حنق السودانيين على القادة العسكريين الموالين للحركة الإسلاموية وحربهم البغيضة التي حولت البلاد لمرتع للمليشيات لن يكون أبداً مدعاة لقبولهم بمثل هذه الهرطقات السخيفة التي تطلقها دولة الفصل العنصري ونظامها الدموي الذي لا يتورع عن إبادة الشعوب وفي أقليم البحر الأحمر من التهديدات ما يكفي ليشعل كامل الأقليم فما الفائدة التي يظنون أن بلداً مثل السودان سيجنيها من هذا المقترح ؟ هل هي المزيد من المتاعب أم ماذا ؟ هل سيوافق المجتمع الدولي على السماح لحماس التي يعدها منظمة إرهابية بالذهاب للمنطقة المطلة على أهم معبر تجاري في العالم إلا يرى ما فعل الحوثيون في الضفة الآخرى للبحر الأحمر!!؟
مثل هكذا إحاديث الغرض منها خبيث وهي غالباً ما تكون إشاعات أطلقتها إسرائيل في محاولة للصق تهمة خيانة القضية بكل القوى الفلسطينية المقاومة والإيحاء بإنتصار لم تفلح في جلبه كل القنابل الضخمة التي رموها على رؤوس سكان غزة .
تجربة مكررة
فيما قال عضو الهيئة المركزية للحزب الشيوعي كمال كرار ل القوس اونلاين لا أظن أن هذه التكهنات صحيحة فالسودان ومنذ أكثر من عام يشهد حربًا ضروسًا وعدم استقرار سياسي ومجاعة واستقطاب إثني وعرقي وبالتالي حتي لو كانت هنالك ادني فكرة مثل هذه لرفضتها حماس
الأمر الثاني حتي لو كانت الاوضاع طبيعية فقادة حماس في السودان سيكونون غير آمنين باعتبار أن أجواء السودان مستباحة للطيران الاسرائيلي منذ سنوات واسرائيل نفسها نفذت عمليات اغتيال داخل السودان، وخلال فترة حكم الرئيس نميري جرى توطين بعض الفصائل الفلسطينية في منطقة المعاقيل قرب شندي لكنهم لم يستقروا طويلًا بسبب سوء الأوضاع وتلك تجربة لن يكررها الفلسطينيين.
خيار من خيار
وقال استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د/راشد محمد علي الشيخ ل القوس اونلاين في أي مفاوضات دائمًا ما تكون هنالك خيارات متعددة ولا اعتقد أن حماس تقبل بالخروج من القطاع بعد التضحيات الكبيرة التي قدمتها، علمًا بأن هنالك عروض أخرى أقل من ذلك ولم تقبل بها حماس، لذلك لا اعتقد بوجود أو إتمام هكذا صفقة إن وجدت .
إضافة إلى أن حماس تعتبر ذلك عملية تفريغ للقوة القتالية لها، وكأنها عملية تصفية لقواتها بالترحيل إلى دولة أخري مما يعني نهاية المقاومة.
لكن قد يكون تم وضع هذا الخيار للضغط على حماس بالقبول بخيارات أخري بديلة وهي تفكيك الكتائب القتالية مقابل إعادة إعمار القطاع وإدارته من قبل حماس والذي رفضته من قبل .