عبر رئاستها لمجلس الأمن الأفريقي… هل تستطيع مصر حل الأزمة السودانية

تقرير / آمنة حسن
لم يقتصر تأثير الحرب التي تدور رحاها في السودان لأكثر من عام ونصف داخل نطاق حدوده فقط، بل وصل إلى دول الجوار، خاصة التي تجمعها مصالح اقتصادية وأمنية مباشرة مع السودان، وهو ما يدفع تلك الدول للسعي لإنهاء هذه الحرب، وقد ظلت جمهورية مصر العربية على رأس هذه الدول، وبذلك صرح مندوبها لدى الاتحاد الأفريقي محمد جاد، بأنهم يسعون لحل أزمة السودان عبر مجلس السلم والأمن الأفريقي والذي تترأسه مصر هذا الشهر .
حل الأزمة
وقد كشفت مصادر بحسب “الشرق ” أن وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي يزور بورتسودان الخميس المقبل للقاء المسؤولين بالدولة وبحث الأوضاع في السودان.
وفي السياق قال محمد جاد، سفير جمهورية مصر العربية لدى إثيوبيا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، أن مصر ستتولى رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي خلال شهر أكتوبر الجاري، وتسعى مصر عبر رئاستها لـ«مجلس الأمن والسلم» الأفريقي، إلى تهيئة المجلس والاتحاد الأفريقي للاطلاع على حقيقة الوضع في السودان، وتحمّل مسؤولياته في دفع جهود التوصل إلى «حل سلمي» للأزمة.
ملفات متعددة
وحول هذه الزيارة قالت الخبيرة السياسية دكتورة زحل الأمين ل القوس اونلاين بالتأكيد أن الوفد سيقوم بزيارة بورتسودان لكي يلتقي الحكومة السودانية ويتفاكر في الموضوعات المتعلقة بالحرب وغيرها من المسائل التي تحتاج إلى بحث، وبالنسبة لموقف ومصر وهل سيكون هنالك جديد وفقًا لرئاستها لمجلس السلم والأمن الأفريقي، فإنه منذ بداية الحرب كانت هنالك موضوعات كثيرة جرت في مصر أو تحت رعايتها أو أن مصر جزء منها بالنسبة للمسائل المتعلقة بالسلم والأمن في السودان والحرب الدائرة فيه، وهناك عدد مقدر جدًا من اللاجئين السودانيين ربما يصل إلى مليون شخص وصلوا إلى مصر بطرق مختلفة والان هذا ملف يحتاج إلى كثير من النقاش حول إوضاعهم من سكن وصحة وتعليم.
وأضاف زحل أنه منذ اندلاع الحرب كان هنالك أدوار مختلفة لمصر اتجاه الحرب في السودان فقد استضافت مؤتمر دول جوار السودان الذي ناقش مسألة الحرب وتأثيرها على دول الجوار من كل النواحي، كما استضافت أيضا مؤتمر الحوار السوداني السوداني قبل شهرين، إلى جانب استضافتها لكتل مختلفة في أوقات مختلفة من الحكومة أو المشاركين في الحرب، ويمكن لمصر أن تلعب دور كبير جدًا في السودان من الناحية الأمنية الإستراتيجية ومن ناحية وجود اللاجئين، و أرجو أن تكون فترة رئاسة مصر تحمل المزيد نحو بسط السلم والأمن في السودان وعودة السودان للاتحاد الأفريقي .
بدون تأثير
وفي اتجاه مختلف و رأي مغاير قال الصحفي والمحلل السياسي علي ميرغني ل القوس اونلاين أن مصر لم تقدم للسودان ما يرقي للمقولة الشهيرة (مصر يا أخت بلادي يا شقيقة).. لم تسهل دخول الفارين من الحرب لأراضيها، وربما تعسفت نوعًا ما في التعامل معهم، تصريح وزير التربية المصري بمنع تدريس أي منهج غير المنهج المصري داخل مصر خير نموذج.
وعن زيارة مجلس السلم والأمن الأفريقي للسودان ربما الأفضل اجراء جرد حساب سريع لتاريخ الاتحاد الأفريقي منذ أن كان مجلس للوحدة الأفريقية، هل نجح في حلحلة أي أزمة أفريقية؟
أسماء مثل ثامبو أمبيكي وفكي أحمد وغيرهم ارتبطت في أذهان السودانيين بالفشل المستمر، ولا أعتقد أن المجلس عنده القدرة علي ايجاد حل للأزمة السودانية، بل مصر نفسها يبدو أنها متنازعة بين مصالحها الوجودية في السودان والتقاطعات الدولية.
وأكد ميرغني على أن الوفد الأفريقي سيحضر لبورتسودان ويجتمع مع أحد أعضاء المجلس السيادي ثم يغادر بلا أي تأثير، وربما تسارع الأحداث في مسرح العمليات يخلق أوضاعًا تتطلب اعادة ترتيب أوراق أي وساطة دولية أو اقليمية.
دور أكبر
وقال المحلل السياسي عثمان الهجا ل القوس اونلاين أعتقد أن مصر يجب عليها القيام بدور أكبر من الذي تقوم به الآن، فهي لها علاقه متميزه جداً مع الجيش السوداني متمثل ذلك في قائده عبدالفتاح البرهان الذي تربطه علاقات بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ويتبادلان الأفكار والآراء وكثيراً ما تتحدث مصر عن وقف الحرب والدور الذي أوكلته الولايات المتحده لها بإقناع الجيش بالحضور للتفاوض، ولكن الشاهد في الأمر أن دور مصر لم يتقدم بصوره فعليه، فقط ظلت تكتفي بالتصريحات دون دور واضح علي الواقع، وقد كان الأمل عليها كبيرًا باعتبارها مركز ثقل للضغط على قيادة الجيش السوداني، أما رئاساتها لمجلس السلم والأمن الأفريقي فهو يضاعف مسؤليتها للقيام بدور أكبر لوقف الحرب، ونأمل أن تكون هذه الزيارة ذات جدوى وايجابيات وتخرج بنتائج تسهم في وضع حل لأزمة حرب السودان.