إمتحانات الشهادة الثانوية.. هل تنجح الوزارة في تخريج الدفعة العالقة؟

تقرير : آمنة حسن
إندلاع حرب أبريل 2023م في السودان كانت بمثابة تعطيل شامل لعجلة حياة الشعب، التي كانت تسير على أي حال حتى إذا كانت بطيئة، فلم تسلم العملية التعليمية من الإضطراب وأحيانًا التوقف تمامًا، وعلى الرغم من محاولة بعض الولايات إفتتاح مدارس الأساس إلا أنها لم تكن شاملة، وفيما يتعلق بالدفعة التي كان مقررًا لها أن تجلس لإمتحان الشهادة الثانوية قبل الحرب فقد دعت وزارة التربية والتعليم الطلاب إلى تسجيل أسماءهم في المراكز المحددة تمهيدًا لجلوسهم للإمتحان بإعتبارهم في السنة النهائية.
إعلان الوزارة
وقد أعلنت وزارة التربية والتعليم في السودان، من خلال الإدارة العامة للقياس والتقويم والامتحانات، عن اعتماد كشوفات طلاب الشهادة الثانوية التي تم إرسالها إلى إدارة الامتحانات قبل اندلاع الحرب، وذلك للدفعة المؤجلة للعام الدراسي 2023م.
كما دعت الوزارة إلى أهمية تسجيل الطلاب النازحين في المراكز التي ستحددها الولايات وفقاً لمناطق سكنهم. وأكدت على ضرورة إرسال بيانات هؤلاء الطلاب إلى إدارة الامتحانات في ملف أكسل، وذلك وفقاً للاستمارة المعتمدة ش/ت/1، مشددة على أن يكون ذلك في موعد أقصاه 15 سبتمبر 2024.
وبحث الوزير المكلف لوزارة التربية والتعليم، أحمد خليفة مع والي نهر النيل محمد البدوي أبو قرون، الترتيبات الجارية لإقامة امتحانات الشهادة السودانية، وذلك بحضور وزير التربية بنهر النيل، أحمد حامد
من جانبه عبر الوزير عن بالغ شكرهم وتقديرهم لحكومة ولاية نهر النيل لاستضافة الوزارة الإتحادية وتحديد المقر لها برئاسة الولاية وموافقتها لاستضافة كل أعمال امتحانات الشهادة السودانية وتحديد مقر لإدارة هذه الامتحانات للعام الحالي والدفعة المؤجلة.
مؤكدا سعيهم لعقد إمتحانات الشهادة السودانية قبل نهاية العام الحالي.
شروط محددة
وقد تباينت الآراء بين مؤيد و رافض لهذه الخطوة، نسبة للأزمة المركبة التي تعاني منها البلاد بداية بالحرب ومؤخرًا الأمطار والسيول، وفي حديثنا مع بعض المعلمين لمعرفة وجهة نظرهم
قالت هناء محمد عمر لصحيفة القوس وهي معلمة بمعاهد التعليم البريطانية، أعتقد أنها فكرة جيدة لأن الطلاب ضاعت من حياتهم ومستقبلهم سنه كامله وهذا أدى إلى إحباط معنوياتهم وفقد العزيمه والإصرار على الدراسة، ولكن لن تنجح هذه الخطوة إلا بتوفر شروط معينة.
أولها حفظ الإمتحانات في ولاية آمنة ورصد عناصر من الشرطة لحمايتها من التسرب والتهريب، ثانيًا إختيار انسب ولاية آمنة للتصحيح، ثالثًا فتح الطريق للمعلمين وإعطائهم رواتبهم للوصول للولايات للمراقبة والتصحيح، رابعًا يجب تهيئة المدارس للجلوس للإمتحان خاصة التي يقيم بها النازحين.
ومن العقبات التي ستواجه هذه الخطوة أن أغلب الطلاب يفتقدون للكتب الدراسية نسبه لضياعها مع الحرب، وهنالك نازخين في المناطق الآمنة لكن لامأوى لهم كيف سيجلس أولادهم للإمتحان، وكيف سيتم إحصاء جميع الطلاب الجالسين للإمتحان في هذه الظروف، إذا تمت معالجة كل هذه المعضلات عندها قد تنجح الفكرة.
الحياة مستمرة
فيما يرى بعض الآباء والأمهات ضرورة أن يجلس طلاب الدفعة السنة النهائية للإمتحان لأن وضعهم خاص، وفي هذا السياق قالت الأستاذة خلود كبيدة لصحيفة القوس أرى أنه لا سبيل غير الجلوس للإمتحان بالرغم من كل الظروف القاسية، ولا يمكن للحياة أن تتوقف طالما هناك باب للدخول منه، ولا شك ستقابل الطلاب الكثير من المصاعب، لكننا لا نعلم في أي شهر أو سنة ستنتهي هذه الحرب، لذلك لابد من إستمرارية الحياة ومن ضمنها إمتحان الشهادة السودانية.
وذلك حفاظًا على حقوق الطلاب وأسرهم ولو جزئبًا ولكي لا يسبقهم أقرانهم الذين وجدوا الفرصة لمتابعة دراستهم في دول النزوح، وبغض النظر عن نتيجة كل طالب فالأمر نسبي، وقد تنخفض نسبة القبول للجامعات ولكن كما أسلفت لابد للحياة من أن تستمر في كل نواحيها.
إحباط وتوتر
وقالت فاطمة محمد علي لصحيفة القوس وهي طالبة بالصف الثالث الثانوي، أنا عن نفسي مستعدة للإمتحان، لكن هنالك طلاب كثر غير مستعدين، بل بعضهم قد نسي ما درسه قبل عام ونصف، لكن مع ذلك يريدون الجلوس للإمتحان بما هو موجود في ذاكرته، لأننا الآن على أعتاب السنة الثالثة وهي أعوام ضاعت من مستقبلنا، لذلك على الوزارة أن تتخذ قرار قاطع بوضع الإمتحان، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي نسمع فيها تحديد زمن للإمتحان من جانب الوزارة، ولكن دون تنفيذ، وهذا يصيبنا بالتوتر والإحباط.
قرار غير سليم
قالت أستاذة إيمان بريمة لصحيفة القوس وهي معلمة بأحدى المدارس بولاية شمال كردفان في رأي أنه قرار غير سليم لأن أول مرتكز أساسى في التعليم هو الشموليه وأغلب ولايات السودان تتبع للدعم السريع ولايمكن إجراء إمتحان الشهادة الثانوية فيها إذاً سقط أول مرتكز وهو أن يكون التعليم متاحًا للجميع، وفي ولاية شمال كردفان حاليًا ٩٠% من محليات الولاية تتبع للدعم السريع إلا محلية شيكان وكل إداريات محلية شيكان تتبع للدعم السريع ما عدا إداريات مدينة الأبيض وعدد المدارس غير كافي لإجلاس ٢٢ ألف طالب وطالبه من غير الوافدين بسبب الحرب، لذلك الفكرة غير جيدة ولا يوجد مراعاة للولايات التى تتبع للدعم السريع.
سلسلة إجراءات
وقال أحد المعلمين فضّل حجب أسمه لصحيفة القوس انها فكرة متعنته وشبه ارتجاليه، لأن سلسلة إجراء الامتحانات غير متوفرة، اصدار القرار ومكان إقامته وكيف يطبع ويوزع والمراقبين والأهم ذلك تأمين الامتحان، هل تستطيع الدولة توفير قوات شرطة لهذا الغرض؟ كل ذلك لايتوفر في ظل الحرب التي عزلت الولايات عن بعضها،وماذا سيكون حال الطلاب بدارفور وكردفان والجزيره الطلاب الذين لم تسمح لهم ظروف ولاياتهم من الخروج لمكان آمن اليس هذا بالظلم الشديد لهم اذا فرضنا ان الدوله تحملت عبء الطباعه بمليارات الجنيهات.
ومع الأمطار والسيول التي اجتاحت البلاد تتضررت معظم المدارس، وإنتشار الأمراض والاوبئة التي قد يشكل الازدحام بيئة خصبة لإنتقال العدوى.
ولإستكمال هذا التقرير وضعنا بعض الأسئلة على طاولة وزارة التربية والتعليم الاتحادية، وكانت الإجابة أن الإمتحان قائم، دون إيراد أي تفاصيل عن كيفية إجراء هذه العملية وماهي الخطة الموضوعة لنجاحها.