الجهلاء … من يدركهم قبل فوات الأوان ..!؟

كتب : عبد العاطي الامام محمد

 

الملاحظ في الأزمة السودانية وبتعقيداتها الكثيرة، كل ما لاحت بارقة أمل لحسم هذه المعركة وما نشاهده من تقدم و انتصارات عسكرية في الكثير من محاور القتال لصالح القوات المسلحة. تظهر جماعات أو كيانات تنادي إما بميلاد حركات مسلحة جديدة أو اصوات نشاذ تطالب بابعاد المتأثرين من الحرب الذين لجأوا لبعض للولايات الأمنة خوفا من بطش مليشيا الدعم السريع وانتهاكاتها.

فهذه الاصوات لم تكن وليدة اللحظة بل هي معروفة لدي الجهات الرسمية ولعامة الشعب السوداني ولها تصريحات سابقة تفرق ولا تجمع أهل السودان على كلمة سواء. وكما يقول المثل ( النار من مستصغر الشرر) فلماذا لا تحسم الجهات المختصة مثل هذا العبث الذي ينهش في عضض السلم الاجتماعي وتضع حدا لمثل هكذا اشخاص لا يمثلون إلا انفسهم وهي تعلم دون غيرها .. أي الجهات المختصة .. إن هؤلاء الاشخاص يطلقون حناجرهم للعنان دون وعي أو ادراك لمعني الوطنية وما تمر به البلاد من مرحلة حساسة وبالغة الأهمية تتطلب فيها تضافر الجهود للملمت جراحات وطن أنهكته الحروب وتكالبت عليه بلدان كثيرة للنيل من وحدته وعدم استقراره .

ولذلك دائما ما يكون هؤلاء (المهرجين) صيداَ سهلاَ لاعداء الوطن وأمامنا الآن تجربة حية دفعنا فيها فاتورة غالية الثمن قتلا وتهجيرا وانتهاكات لم تحدث إلا في عهد المغول و التتار.. ناهيك عن دمار كامل للبنية التحتية لوطن بأكمله. وكل ذلك تم تحت سمع وبصر قادة البلاد حينما سمحوا لمثل هؤلاء أن يكونوا على رأس السلطة وهم جهلاء لا يعرفون معني كلمة وطن وفي سبيل مصالحهم الذاتية يبيعون كل شى وفي قرارة نفسهم يرددون المثل الشعبي القائل: ( جلدا ما جلدك جر فوقو الشوك)

وبهذا يكونوا محترفين ولاعبين حقيقيين في ميادين العمالة والارتزاق ومن السهل جدًا أن تتخطفهم ايادي المخابرات الأجنية، وتنفخ فيهم من سمومها إعدادا وتأهيلا لكي يكونوا (بالونا) قابل للانفجار في الزمان والمكان المحددين ليقضي على أخضر ويابس البلاد، فأنفجر بالفعل هذا البالون ونالوا مبتغاهم وفرحين لنجاحهم، فهل البلاد ناقصة لاعداد بالونات أخرى لتقوم بذات الادوار المهلكة والمكلفة. فلماذا هذا الصمت الرهيب حيال هؤلاء (الدمى) التي تتحرك وفق أجندات معروفة ولا تحتاج إلى جهد البلاء ولا درك الشقاء لمعرفة ما يقومون به من أدوار وأجندات الحالمين بتفكيك البلاد إلى دويلات أو كيانات ممزقة الاوصال تلتهم بعضها بعضا فتأخير حسم هؤلاء سيعيدنا إلى المربع الأول الذي جسد معنى ( من يهون يسهل الهوان عليه).

الخلاصة إذا لم يستفيد أهل السودان حكومة وشعبا من هذه الأخطاء التي ندفع ثمنها الآن غاليا قتلا وتشريدا واغتصابا ونهبا وترويعا للامنين. فحتما سنكون في دوامة هؤلاء الجهلاء الذين لن يراعوا الا ولا ذمة في مصير أمة بأكملها لا ذنب لها سوى أنها منحت صكوكا ل (شذاذ الافاق) لتدمير بلادها. فحينها سنبكي جميعا على ضياع وطن بأيدينا لا بيد عمرو .