الفيتو الروسي .. صفعة في وجه من قدم مشروع القرار بمجلس الأمن

كتب : عبدالباقي السيدح

أبطلت روسيا مشروع قرار بريطاني تجاه السودان باستخدام حق النقض “الفيتو” خلال الجلسة التي عقدت يوم ” الإثنين ” بمجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا والذي دافعت عنه وغلفته بالغطاء الإنساني وقالت إنه معني بحماية المدنيين وهذه العبارة التي ظلت تتشارك فيها مع مجموعة “تقدم” التي نادت من قبل بضرورة التدخل الدولي لخلق مناطق آمنة وقامت في سبيل ذلك بجولات أروبية وإقليمية وعقدت عدة لقاءات مع قادة أروبيين.

فيما اعتبره معارضوها بأنه تدخل دولي في السودان وانقاص من سيادته بحجة ايقاف الحرب في السودان وحماية المدنيين وهذا الطرح الذي ظلت تنادي به القوى الدولية وتدعمها فى ذلك مجموعة من الأحزاب السودانية منضوية تحت مظلة تقدم وهو الكيان الذى يعتبره البعض متحالف مع مليشيا الدعم السريع لمواقفه الواضحة في عدم إدانة الانتهاكات التى تمارسها المليشيا بحق المواطنيين العزل ولكن الخطوة التى اقدم عليها مشروع القرار فشلت باستخدام روسيا لحق النقض الفيتو مما أثار ردود افعال واسعة

من جانبها رحبت الحكومة السودانية بالموقف الروسي الذي اوقف مشروع القرار ووصفته بأنه نصر للشعوب على الهيمنة والغطرسة الدولية باستخدام المنبر الدولي وقالت الخارجية السودانية : “ترحب حكومة السودان باستخدام روسيا لحق النقض الفيتو بمجلس الأمن في مواجهة القرار البريطاني بشأن السودان “وأضافت الخارجية في بيان صادر عنها مساء الاثنين : “تأمل حكومة السودان أن تضع هذه السابقة حداٌ لنهج استخدام منبر مجلس الأمن لفرض الوصاية على الشعوب” وفي ذات السياق كشفت مصادر دبلوماسية بحسب جريدة السوداني عن تنسيق مسبق بين الحكومة السودانية والجانب الروسي فيما يتعلق بمشروع القرار الذي قدم لمجلس الأمن من جانب بريطانيا وحثت الحكومة السودانية بضرورة ايقاف مشروع القرار البريطاني في مجلس الأمن.

وفيما يتعلق بردة الفعل البريطانية على استخدام روسيا للفيتو تجاه مشروع قرارها انتقدت الخارجية الريطانية الأمر وقالت على لسان وزير خارجيتها دفيد لامي : “أن استخدام روسيا للفيتو ضد مشروع قرار حماية المدنيين في السودان أمر مشين ويزيد من مخاطر الحرب في السودان ” وأكد لامي أن بلاده ستعيد محاولتها لايقاف الحرب ومساعدة المدنيين من خلال منبر مجلس الأمن، وأضاف أن استخدام روسيا للفيتو ضد مشروع قرار حماية المدنيين الذى قدمته بلاده “بالعار”
واتهم بعض الخبراء بريطانيا بعرقلة شكوى السودان ضد دولة الإمارات بمجلس الأمن وتعلل الأولى ابان توليها رئاسة دورة مجلس الأمن في دورتها السابقة بأن الشكوى غير مترجمة ورضحت بريطانيا لضغوط دولة الإمارات بضرورة عرقلة شكوى السودان وكان مندوب السودان بالأمم المتحدة قدم أدلة على تورط الإمارات بتسليح مليشيا الدعم السريع ودعمها لوجستياً

ودافعت روسيا عن موقفها باستخدام “الفيتو” على لسان النائب الأول لممثلها في الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي بقوله : “أن موسكو تتفق مع جميع الزملاء في المجلس علي أن الصراع في السودان يتطلب تسوية مبكرة دون الانتقاص من سيادة السودان” وهاجم ديمتري بريطانبا واتهم تحركاتها بالمجلس “بالاستعمار الجديد” واضاف أن مسؤولية مجلس الأمن مساعدة السودان دون فرض وصاية عليه .

وتخوف البعض من الدور الروسي في السودان وقدموا تساؤلات عن الثمن الذي تريده موسكو وتناقلت بعض الصحف والمواقع الإخبارية في وقت سابق أخبار تتعلق بإنشاء روسيا لقاعدة عسكرية بالبحر الأحمر وهذا ما ترفضه الجهات الغربية والولايات المتحدة وتعتبره تمدد للدور الروسي في المنطقة والعالم ولم يعد واضح مدى التعاون الروسي السوداني ولم تعلن أي من البلدين عن حجم هذا التعاون ولكن بكل تأكيد إن البلدين يخوضان حربا أدت إلى استنزاف مواردهما بالنسبة للسودان فهو بحاجة للدعم الروسي في المجال العسكري ودبلوماسياً في المحافل الدولية وروسيا هي الأخرى تحتاج موارد السودان بعد العقوبات الاقتصادية التي تفرض عليها من قبل الولايات المتحدة وأوروبا بسبب الحرب مع اوكرانيا .