حُرِّمت عليكم أرض السودان أحياءًا أو امواتًا

كتب / عبد العاطي الإمام محمد
إن مثل الذي خان وطنه وباع بلاده، مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه.
من المفارقات العجيبة بأن انتصارات القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى يفرح لها السواد الاعظم من أبناء الشعب السوداني ويخرج في مسيرات عفوية بكل ارجائه احتفاءًا بهذا الانتصار ويمتد ذلك إلى بلاد المهجر والجاليات السودانية هناك تخرج هي الأخرى في مسيرات مباركة هذا الانتصار ، وهذا إن دلَّ إنما يدل على أن هذه المليشيا ومن شايعها لن يكون لهم مستقبل في السودان.
والمؤسف حقًا نجد رهط من شذاذ الآفاق لايزالون يطبلون ويزمجرون لهذه المليشيا التي تجاوزت افعالها كل ماهو إنساني وأخلاقي واضحت نقطة سوداء في التاريخ السوداني قديمه وحديثه.
فهذه الابواق في ظاهرها مناصرة لقوات الدعم السريع وفي باطنها تحمل جينات الخيانة الوطنية والعمالة والارتزاق لصالح أصحاب مشروع انهيار الدولة السودانية والاستفادة من ثرواتها، لذلك تجدهم يتحدثون دون كلل أو ملل عن ما يتعرض له الشعب السوداني من معاناة ولا يتحدثون ولو بكلمة واحدة عن المتسبب الرئيسي في معاناة الشعب السوداني ولا على الذين خططوا ونفذوا ومولوا كل ما لحق من أذى ومآسي للشعب السوداني.
المفتونون بنظرية (قيادة القطيع) كما جسدها استالين عندما اراد أن يعطي درسًا في الديكتاتورية والدهاء السياسي، ليلقنه قادة الأجهزة الأمنية والجيش، فطلب دجاجة حية، وأمسك بها بقوة، وبدأ ينتف ريشها بيده الأخرى، رغم أن الدجاجة حاولت التحرك بقوة لتُخلِّص نفسها من هذا العذاب، لكن دون جدوى، نتف ستالين ريشها بالكامل، وقال لأصدقائه: “الآن لاحظوا ماذا سيحصل”. وضع ستالين الدجاجة على الأرض، وابتعد عنها وبيده قليل من الشعير، فوجئ الجميع وهم يرون الدجاجة المرعوبة تركض نحوه وتتعلق ببنطاله، فرمى لها شيئاً من الطعام بيده، وابتعد، وبدأ يتنقل في أرجاء الغرفة والدجاجة تتبعه أينما ذهب، عندها التفت ستالين إلى رفاقه المذهولين، وقال بهدوء لأعوانه هكذا يمكنكم أن تحكموا الشعب، أرأيتم كيف تلحقني هذه الدجاجة رغم ما سبَّبته لها من ألم.
لكن هذه النظرية لن تنطلي على الشعب السوداني ناسين ومتناسين مدى وعيه وفطنته لكل ما يقومون به، والمؤسف حقًا بأن هؤلاء الساقطين قولا وفعلًا ، فهذه المليشيا التي تمثل الزراع العسكري لمخططهم تنفذ جرائمها وتوثقها وتبثها عبر الميديا ليشاهدها العالم بأسره وبذلك وفرت للعالم أجمع والشعب السوداني بصفة خاصة دليل مادي لافعالهم واقوالهم التي حطت من قدرهم لدى كل شعوب العالم الحرة ولشعب السودان الصابر المحتسب بصفة خاصة.
ففي الماضي ما قبل عصر التكنلوجيا الرقمية كان يمكن أن تخفي معالم الجريمة ومن الصعوبة بمكان أن يتعرف الناس على الجلاد والضحية، أما حاضرنا اليوم كل صغيرة وكبيرة مفضوحة ومعروفة للعامة قبل الخاصة، وهنا تظهر معالم الصورة ولن تتوشح بالضبابية ولا الالوان الرمادية، بل تستبين عورات هؤلاء بينونة كبرى. وأي مستقبل سياسي ينتظر مثل هؤلاء في السودان وهم الذين خربوا بايديهم وطنهم وداسوا على كرامة الشعب السوداني قتلًا ونهبًا واغتصابًا لحرائره .
فإذا كانت أحلام اليقظة لاتزال تراودهم لحكم السودان فهم واهمون لأن الشعب السوداني لن تشيخ ذاكرته وستكون حاضرة ومتقدة تتذكر ما فعله السفهاء بنا، وسيشربون من ذات الكأس الذي شرب منه أهل السودان قاطبة، وسيكون قراره بالاجماع حرمت عليكم أرضه أحياءًا أو امواتا.