أ/عثمان العاقب يكتب : الانتصار النافذ أو الاتفاق العاجل

القوس اونلاين
لم يعد في الوقت متسعٌ لمزيد من الانتظار، فكل يوم يمر على هذه الحرب اللعينة يدفع الوطن ثمنًا باهظًا من أرواح أبنائه، ودمار مدنه، وتشريد شعبه، وانتهاك عرضه. عامان مرا والسودان ينزف، والمواطن يعاني ويلات حربٍ لا تُبقي ولا تذر .
أطفالنا يموتون من الجوع، وكبارنا يُنهكهم المرض، وشبابنا انطفأت أحلامهم وتبعثرت أهدافهم، فالطموح قُتل بالرصاص، والمستقبل أُحرق بنيران الحرب. ملايين السودانيين مشردون، بعضهم في الخيام، وآخرون تحت الأشجار، وغيرهم لا يملكون إلا السماء سقفًا والأرض فراشًا.
إن الحسم العاجل أو الاتفاق الشامل هما الخياران الوحيدان أمام السودان اليوم. فإما أن تُحسم هذه الحرب سريعًا بانتصارٍ يعيد للوطن سيادته وللمواطن كرامته، أو أن يكون هناك اتفاقٌ يوقف نزيف الدم ويضع حدًا لهذه الكارثة المستمرة. لأن كل تأخير يدفع ثمنه الأبرياء، والعدو يزداد وحشية، والجرائم تتفاقم من اغتصابٍ وقتلٍ ونهبٍ ودمارٍ وحرق، حتى صار الوطن كله ساحة انتقام.
أما الذين نزحوا وفرّوا من جحيم المعارك، فقد وقعوا في قبضة معاناةٍ أخرى لا تقل قسوةً عن الحرب ذاتها. الجوع، المرض، التشرد، قهر النزوح، وقسوة اللجوء، كلها اجتمعت عليهم حتى صار الصبر نفسه عاجزًا عن الاحتمال، وصارت الحياة بالنسبة لهم انتظارًا مؤلمًا لمجهولٍ لا يلوح منه سوى العتمة.
التأخير لم يعد خيارًا، والانتظار صار ترفًا لا يملكه هذا الوطن. لهذا، لا بد من حسمٍ عسكريٍّ ناجزٍ يعيد للبلاد أمانها، أو اتفاقٍ عاجل يوقف هذا النزيف المستمر. السودان اليوم يقف على حافة الهاوية، فإما أن يُنقذ، أو أن يُترك ليسقط في المجهول.
الوقت لا يرحم، والحرب لا تنتظر، والسودان لا يحتمل المزيد.. فإما الانتصار العاجل أو الاتفاق الشامل.ودونهما الطوفان.
اللهم فاشهد، فقد بلغت.