يوسف محمد الحسن يكتب : غريب ديار وغريب اهل!!

تحت السيطرة

 

لو قلبنا بمنطق ان خروج الهلال من دوري الابطال يعود لاسباب تتعلق بالغيابات المؤثرة لبعض اللاعبين وغياب المهاجم السوبر، واخري متعلقة بالجهاز الفني وغيرها من الاسباب الفنية، لو قبلنا بهذا المنطق هل من الممكن ان يفوز الهلال او اي نادي آخر بكاس الابطال بدون الإستفادة من عاملي الارض والجمهور؟!

لا أدري تحديدًا لماذا يصر الكثيرون على تغييب حقيقة دامغة، أو ربما تجاهلها عن قصد، وهي أن الهلال ظل يخوض آخر بطولتين له في ظروف إستثنائية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، نتحدث هنا عن فقدان سلاحين لا يقلان أهمية عن أي قيمة فنية أو تكتيكية هما الأرض التي إعتاد عليها لاعبوه، والجماهير الغفيرة التي تمثل الوقود الحقيقي في المواجهات الصعبة وتقدم المؤازرة الإيجابية

لو تساءلنا بجدية هل يستطيع أي فريق مهما بلغت قوته وسطوته داخل المستطيل الأخضر، أن يحقق لقبًا قاريًا أو محليًا وهو يخوض مبارياته بعيدًا عن قواعده وأنصاره؟ أضرب هنا مثالًا حيًا بفريق بحجم الأهلي المصري بطل الأندية الأفريقية، والذي يزهو بألقابه بفضل منظومة متكاملة تشمل جودة اللاعبين والدعم الجماهيري الهائل الذي يسانده في كل ملعب يخوض فيه مبارياته، خاصة على أرضه وبين جماهيره. هل يمكن تصور تتويج الأهلي بالبطولة وهو يخوض جميع مبارياته خارج القاهرة وبعيدًا عن جماهيره؟ الإجابة المنطقية واضحة اذا قسنا الامور بميزان الواقعية

صحيح أن الخروج له اسبابه الاخري التي يجب مناقشتها بموضوعية لكي تتم لها المعالجات المطلوبة، من خلال تقييم أداء الفريق وتحديد نقاطي القوة والضعف، وقد يحتاج الفريق لتعزيز صفوفه بلاعبين مميزين لسد بعض الثغرات أو إضافة لاعبين اكثر جودة، لكن علينا ان نعلم انه لا يمكن لعوامل فنية بحتة أن تعوض غياب الحافز المعنوي الهائل الذي يستمده اللاعب من صيحات جماهيره التي تهز أركان الملعب؟ ولا يمكن لمهارة فردية حتي لو كانت للاعب (سوبر!) أن تعوض الضغط الرهيب الذي يمارسه الجمهور الازرق على الخصوم عندما يمتلئ الملعب الازرق بالامواج الهادرة

هذا كله بالطبع إذا تجاوزنا الحديث عن الظروف القاهرة التي يمر بها السودان، والتي ألقت بظلالها الثقيلة على كل مناحي الحياة، فما بالك بكرة القدم؟ اللاعبون أنفسهم ليسوا بمنأى عن تأثيرات الحرب وتبعاتها النفسية والاجتماعية وكذلك الإداريون ظلوا يواجهون صعوبات جمة في تسيير الأمور وتنظيم المعسكرات وتوفير الإستقرار للفريق، و المنظومة بأكملها تعاني تحت وطأة واقع صعب للغاية ومعلوم للكافة

في تقديري إن وصول الهلال إلى مراحل متقدمة في البطولات الأخيرة، رغم كل هذه التحديات والمعوقات، هو إنجاز يُحسب له ويستحق الإشادة والتقدير، بدلًا من التركيز فقط على بعض النواقص الفنية، والتي لا ينكرها أحد، يجب أن نضع في الحسبان الغياب القسري لعاملي الأرض والجمهور، وهما عنصران أساسيان في معادلة تحقيق أي بطولة إنا كنا صادقين مع انفسنا

أقولها بكل صراحة من الظلم بمكان تجاهل هذه الحقائق عند تقييم مسيرة الهلال في هذه الفترة الإستثنائية لان الفريق قاتل ببسالة في ظروف قاسية، وتحقيق أي إنجاز في ظل هذه المعطيات يعتبر تحديًا كبيرًا يستحق عليه التقدير و الإحترام بدلا عن الجحود والنكران

أمنياتنا بالامن والإستقرار لبلادنا وان تتواصل الإنتصارات الكاسحة التي حققتها قواتنا المسلحة حتى تعود الجماهير قربيا إلى تجميل المدرجات داعمة ومحفزة للاسياد وفي عودتها تعود الروح للمارد الازرق و تتضاعف قوته الضاربة التي يهابها الخصوم

بالتوفيق لهلال الملايين في كل خطواتة يا رب العالمين

باص قاتل
# من غير الهلال خرج من داره وزاد مقداره!!