أ/ عثمان العاقب يكتب : عفوًا… المجد للساتك

القوس اونلاين
عندما قال البرهان في خطابه: (المجد للبندقية وليس للساتك) لم يُخطئ التعبير فحسب، بل خانته الذاكرة، وأخطأ فهم التاريخ والميدان معًا. نسي أو تناسى أن اللساتك هي التي أظهرته وجعلته في هذا المنصب ، وأن الثوار هم الذين أشعلوا شرارة الثورة التي تنكر يوم كان “اللساتك” سلاحًا وحيدًا في مواجهة الرصاص فلا سلاح لهم إلا نار اللساتك التي احترقت لتضيء للعالم أن في السودان ثورة تولد من رحم الألم.
لم تكن “اللساتك” أداة شغب كما يحاول البعض تصويره، بل كان رمزًا لعهد جديد، وصرخةً في وجه الظلم، وبوابةً عبَر منها وطن جريح نحو الحرية. ومن قلب الميدان، لا من مقاعد السلطة، جاء الرد واضحًا: المجد للساتك. قالها من يقاتلون الآن دفاعًا عن وطن يؤمنون به، وطنٍ هتفوا من أجله: “الجنجويد ينحل، الجيش للثكنات، الأحزاب للانتخابات”.
فالتاريخ لا يُكتب بالرصاص وحده، بل يُسطر أولًا بنار اللساتك التي أشعلها الشجعان لا ليحرقوا الطرقات، بل ليحرقوا الصمت، ويمهدوا درب الكرامة بصناعة وطن ترفرف فيه رايات السلام والعدالة والحرية.
المجد لا يُمنح لأداة، بل لمن حملها عن إيمان، ودافع بها عن أرضه وشعبه، والذين حملوا “اللساتك” بالأمس، هم من يحملون البندقية اليوم. فلا تقسموا المجد كأنكم أوصياء عليه، ولا تسرقوا نضال من صنعوا التاريخ لتطبعوا عليه أسماءكم.
المجد للساتك… لأنه صارت رمزًا لثورة خالدة، وعقيدة راسخة في وجدان الثوار، حتى تبلغ الثورة أهدافها في الحرية، والسلام، والعدالة.