محمد الأمين يكتب : الجهل مصيبة

القوس اونلاين

 

الدعم السريع اتيحت له فرصة ذهبية ليدخل إلى  قلوب السودانيين قبل عقولهم بعد أن دانت له السيطرة على ٧٠% من الأراضي السودانية …. ولكنه كشف عن عقلية بدوية لا يهمها من الحرب الا الغنائم اولا وثانيا واخيرا ….وحينما سيطر على ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار عجزت قياداته عن السيطرة علي جنودها لانها في الأساس مليشيا قبلية ليست لها تراتيبية عسكرية وايضا عجزت عن إدارة تلك المناطق ولو بشكل مؤقت حتى يستفيق المواطنون من صدمتهم بعد هروب الجيش وتركهم في مواجهة الدعم السريع.

نعم كانت هناك خطط خبيثة من الاستخبارات العسكرية للجيش لجر جنود الدعم السريع لمواجهة المواطنين وذلك بانتحال صفة جنود الدعم السريع وارتكاب انتهاكات ضد المواطنين العزل لخلق اسفين بين الإثنين ولكن كان يمكن لاستخبارات الدعم السريع اكتشاف ذلك وتفويت الفرصة عليهم اذا توفرت نوايا حسنة تجاه المواطنين….ولكن اتضح ان جنود الدعم السريع لديهم احساس بالتفوق ليس على الجيش فقط ولكن حتى على  المواطن المسكين البسيط الذي يدفع ثمن حرب عبثية ليس له فيها يد او كلمة….وارتفعت نبرات دولة ٥٦ وسرقة الموارد والتهميش بل وفكر بعضهم في إجراء تغيير ديمغرافي واحضر اسرته للسكن في بيوت المواطنين اللاجئين والنازحين فخلق ذلك احساس لدى الجنود الجهلاء بأن مواطني الشمال والوسط هم سبايا لديهم لذلك كانت طريقة تعاملهم مع اولئك المواطنين الذين أجبرتهم الظروف على البقاء متعاليا ومستفزا بل واستعماريا .

وسمعنا عن قصص كثيرة تثبت تلك الطريقة لدرجة ان بعض جنود الدعم السريع يطلبون الزواج بفتيات من الوسط والشمال غصبا عنهن وعن اهلهن والا فالاغتصاب هو البديل…. فخلقت هذه الطريقة العنجهية غبنا في صدور ذوي اولئك الفتيات ضد قوات الدعم السريع….إضافة الى صفات سلبية اخرى ليست اقل سوءا مثل سلب ونهب عربات المواطنيين وممتلكاتهم واقتحام البيوت بكل صلف وقلة احترام بل وارهابهم بإطلاق الاعيرة النارية في أماكن التجمعات واعتقال كل من يعارض ذلك او حتى من يبدي امتعاضا على ذلك والزج به في معتقلات قاتلة لا ينجو منها احد.

كل ما سبق خلق بين المواطنيين في ولايات الوسط وبين الدعم السريع ما يصنع الحداد لذلك لن يمثل الدعم السريع اي خيار سياسي مستقبلا في السودان على الاقل في ولايات الوسط.