هندية الباقر تكتب : فرح الرجوع منية

القوس اونلاين

 

ونحن على مشارف السنة الثالثة للحرب التي بلغت أكثر من 600 يوم حيث ما زال معظم الناس يعانون خلال هذه الفترة من البعاد والحنين و الفقد و الشوق للديار هم وآمال العودة إلى أهليهم واحبابهم وجيرانهم وتفاصيلهم السابقة ، سيما في وقت بدات فيه بعض الأسر رحلة العودة و الرجوع من النزوح واللجوء إلى أرض الوطن و منازلهم بعد مرور أكثر من عامين ونصف بعد أن ابعدتهم مأساة الحرب وتفاصيلها المحزنة حيث يزال البعض في منافى اللجوء والنزوح لا يستطيعون مواكبة العيش والحياة اليومية كما السابق .

فهناك الكثيرون الذين ارتبطت تفاصيل حياتهم اليومية باشياء صغيرة الفعل وكبيرة في المعنى والمضمون فهناك من لا يستطيعون النوم إلا بعد وضع رؤوسهم في وسادتهم الخاصة ولا يرتاحون ولا يغمض لهم جفن إلا بها وآخرون خصصوا لأنفسهم (كباية) لا يحتسون شاي الصباح أو القهوة إلا بها ، بينما هناك مجموعات أخرى من عشاق القراءة والاطلاع فقدوا مكتباتهم وبعض من الكتب التي تحصلوا عليها بطرق وتفاصيل ارتبطت أرواحهم بها ، أما أصحاب الذكريات والتفاصيل الجميلة من الذين يحتفظون بالصور و(الالبومات) والذين يعيشون على صدى هذه الصور ويهربون إلى هذه الأشياء كلما ضاقت عليهم قسوة الحياة ، فهؤلاء الآن يعانون الخوف من العودة دون يجدوا هذه التفاصيل رفضوا الرجوع دون أن يجدوا أنفسهم وذكرياتهم وحياتهم السابقة يخافون من الم الفقدان الحسي والمعنوي فهذه الحرب أسوأ ما فيها بعد أن شردت وقتلت ونهبت أنها افرغت النفوس مما كانت عليه تركتها خاوية دون أمل وهذه كارثة أخرى سيعاني منها الناس لقوت طويل .

نعم الكل يمني بنفسه بالعودة وقلبه ينبض بها وبشيء من حتى وداخله نوبة بكاء شديدة بما فقدوه من اشخاص اعزاء كانوا عظماء وكرماء في حياتهم لن يأتي الزمن بمثلهم مرة أخرى إخوة أو آباء وأمهات أصدقاء ورفقة زملاء المهنة وآخرون تعودت عيانك على رؤيتهم في كل حين بالحي أو في طريق العودة للمنزل من الدراسة أو العمل
أخذهم الموت بعيداً عن دنيانا ولن نقابلهم مرة أخري حزن يخيم بالدواخل لن ننساهم نظل نذكرهم دائما بالخير ما حيينا لأنهم تركوا بصمة في حياتنا..