سهير محمد أحمد تكتب : مجرد رأي

القوس اونلاين

 

المراقب لوسائل التواصل الإجتماعي هذه الأيام يلمح أن هناك قضية اخذت حيذآ كبير وضجت بها الميديا وهي قضية شائكة ولها أبعاد سياسية وإقتصادية وإجتماعية كثيرة ألا وهي قضية سكان الكنابي وقد تناولها الرأي العام بإستفاضه بين شد وجذب وتعددت الأراء بين مؤيد ومعارض وقد طرحها الأستاذ الصحفي غاندي والقى عليها الضوء من شتى النواحي .

الجدير بالذكر أن تهجير أوترحيل سكان الكنابي ودمجها في القرى موضوع ليس بالسهوله من مكان فهو بمثابة إندفاع الرياح نحو شراره قد تتقد وتشعل نار من الصعب إخمادها وقد تدخل البلاد في نفق سياسي مظلم لن تخرج منه بسبب المتربصين به الذين يتخذون من هذه الاراء دعوه صريحه أو إشارات ودلالات للعنصريه البغيضه ونجد أن الإعلام قدعمل قبل عدة سنوات على محاربة تلك الأفكار الهدامة والتي من شأنها الدعوه للتفكك وظل يتصدى للأصوات التي تنادي بالتهميش والإقصاء حتى لايوقع البلاد في ما لاتحمد عقباه ولكن اخطاء وسياسات القاده والسياسين ومصالحهم الشخصيه أبت إلا ان تدخل السودان في هذه الحرب الضروس وأذكر على سبيل المثال نموذج لتجربة الاعلام ودوره في مناهضة مشاريع الفتن والخلافات وتأجيج الصراعات بين القبائل تحقيق اجريناه شخصي وزميلي الصحفي المعروف محمد قور وهو من ابناء المسيريه في صحيفة الوان إبان عملي في القسم السياسي كان عبارة عن تحقيق تحت عنوان التعدد العرقي والتنوع الثقافي وأثره في تطوير الخطاب السياسي .

وكان الهدف منه لفت النظر إلى ناقوس الخطر الذي بدأ يدق وسط تعالي الاصوات المندده بالتهميش. واستبينا فيه اعلاميين ومختصين في المجال امثال د،حسن مكي أستاذ العلوم السياسيه بجامعة أفريقيا العالميه ود،ابوالقاسم قور مدير مركز ثقافة السلام بكلية الدراما والموسيقى بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا وكوكبة من السياسيين والنشطاءالذين أوفوا الموضوع حقه معددين أثار وإيجابيات توحيد الخطاب السياسي ودوره في مجابهة خطر النزاعات القبليه والعرقيه، فالسودان بلد مترامي الأطراف متعدد المناخات متنوع الاعراق والثقافات فتوحيد الخطاب السياسي وتطوره ليشمل كافة القبايل والجنسيات له ضرورة قصوى فهو يؤدي بدوره إلى محاربة نشر خطاب الكراهية بين ابناء الوطن الواحد وجعل السودان جسم موحد يمثل كل السودانين باختلاف سحناتهم واعراقهم وتاريخهم.

ومما لايدع مجالا للشك أن حالة التشقق والإنقسامات التي تعاني منها البلاد في وقت نحن احوج مانكون إليه إلى كيانات متماسكه ذات برامج قوميه وسياسية لتحقيق رغبة وتطلعات الناس للإستقرار والسلام امر مقلق. وكلنا نعلم أن النزاعات والصراعات العرقية والسياسية تؤدي الى جروح عصية الإندمال مرة اخرى وستزيد الطين بله فتطور الخطاب السياسي عبر الحقب التاريخية المتعاقبه كان له كبير الأثر في إشراك القبايل وإنخراطها في دولاب العمل الإداري والسياسي عبر الإدارات الأهليه وتوصيل برامج وأهداف الدولة إلى كل القبايل عبر مثقفيها صحيح أن الحرب اظهرت تيارات جديدة ذات سلوك إجرامي في أوساط نفر من الناس عامه وسكان الكنابي بصوره خاصة. ولكن ليس من العدل أن نحمل شريحة عريضة من الناس نتيجة افعال شرزمة وقلة منهم. فسكان الكنابي يمثلون نسبة كبيرة من سكان الولايات عامه وولاية الجزيرة خاصه وقد طالتهم ايدي المليشيا وأذاقتهم ضروب من العذاب والقهر علينا أن نغلق كل القنوات والنوافذ التي من شأنها بث سموم الفتن والإنقسامات عبر الأقلام السامة والإعلام السالب

ونأمل ان تشهد مرحلة مابعد الحرب حراك واسع لجمع السودانيين تحت لواء الحريه والسلام ونركز في قضايا وهموم ملحه والتي بصلاحها صلاح أجيال قادمة دعونا نلملم أشلاء هذا الوطن الجريح الذي مزقته الحرب ونعمل على خلق مناخ جاذب لكل ابناء الوطن حتى يصبح السودان وعاء جامع لكل الطوائف والقبائل مبتعدون عن الجهوية والقبلية البغيضة لنتدارك الفتن والتمرد والمؤامرات التي تؤدي الى الإنزلاق في مستنقع الحروب الذي تديره مؤسسات ومجتمعات دولية وأقليمية تهدف إلى زعزعت الأمن والإستقرار وهدم أسس التعايش السلمي والديني والعرقي علينا ان نعي لحجم المؤامرات التي تحاك بي وطننا ولا ننصاع لمهاترات التفرقه فكل اجزاءه لنا وطن.

وفي امان الله دمتم