سهير محمد أحمد تكتب : رأي مجرد .. (أين جبر الخواطر ؟)

القوس اونلاين
( *ما عندي ليكم حاجة*) هذه العبارة التي صدرت عن والي ولاية الجزيرة بخصوص مشكلة الكهرباء و التي جاءت رداً على لجان معالجة قضية الكهرباء لا ترتقي لحجم الكرسي الذي يعتليه و هذا يدل على أن متقلدي تلك المناصب لا يستحقونها و ساقتهم إليها انتماءاتهم الحزبية و ألوانهم السياسية والتي لا تعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم فهؤلاء نموذج للخواء السياسي و الإفلاس الدبلوماسي والذي يتضح جلياً في عباراتهم العارية من أدنى ملامح الولاء إلى رعاياهم
يا أيها الوالي المتعالي أنت تتحدث إلى سكان رقعة جغرافية من ولايتك تقع تحت مسؤوليتك المباشرة و لزاماً عليك أن تحل قضاياها الأمنية و الصحية و التعليمية و الإقتصادية و الخدمية
فنقباء تلك المناطق كان فيهم نفرٌ من صفوة المجتمع يحملون ما يحملون من الشهادات و الدرجات العلمية و لهم كاريزما في مجتمعاتهم يلتفون حول قضية أرّقت أهلهم و عشائرهم فحملوا راية المسؤولية عنهم ، فتنصلك عن واجباتك إتجاه رعاياك يدل على عدم تأهيلك الإداري و السياسي و القيادي . ( اللهم لا تسلط علينا من لا يرحمنا)
ألم تسمع مقولة عمر بن الخطاب في خطابه عن حقوق الرعية حينما قال ” لو تعثرت شاة في الشام لكان عمر مسؤولاً عنها”
فيا هؤلاء إنسان الجزيرة لا ينقصه المزيد من المعاناة فقد عاش ضروب من العذاب و النزوح و الخوف وواجه الثالوث القهري الجهل و الفقر و المرض في ولايته المنكوبة طيلة فترة الحرب اللعينة فكان الأحرى بك و بأمثالك من المسؤولين الذين ساقتهم المصالح إلى كراسي السلطة أن يطيبوا خاطره المكسور بسبب حرب أنتزعت منه الأمن و الإقتصاد و الصحة و التعليم و تقلب في نيران الحرمان من أدنى مقومات الحياة في ولاية غير آمنة .
ولو أنك أتيت إلى السلطة عبر إنتخاب من أبناء الولاية وولدت من رحمها لتغير المشهد و كنت عملت بجد و تفاني لحل قضاياها.
( الكهرباء قربت ) تلك العبارة أشبه بالوعود الإنتخابية التي تذهب أدراج الرياح فكل يوم يمر المعاناة تزداد و الأزمة لا تؤشر بالإنفراج ، تهاتفت الأقلام في الكتابة عن القضية و أستهلكت المفردات و ضجت الميديا بعبارات الشجب و الأدانة و لكن لا حياة لمن تنادي و لن نتوقف حتى يجف المداد أو تُحل القضية…………………… ولنا عودة .